رحلة ترامب التي كلفت تريليون دولار: أجندة اقتصادية طغت على الجيوسياسية

في زيارة تركز على المال أكثر من السياسة، يهدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العودة من جولته في الخليج باتفاقيات استثمارية ضخمة قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار، وفقًا لمسؤولين أميركيين وعرب حاليين وسابقين.

وقال موقع أكسيوس الأمريكي إن رحلة ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات تهدف إلى تعزيز المصالح الاقتصادية الأمريكية بشكل أساسي.
وحسبما قال أحد المسؤولين العرب، “أجندته الإقليمية هي الأعمال، الأعمال، الأعمال”، مع التركيز على توقيع صفقات ضخمة في مجالات متعددة مثل الطاقة والمعادن والمبيعات العسكرية.

وعلى الرغم من رغبة ترامب في دفع اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، إلا أن الوضع في غزة يجعل هذا الهدف بعيد المنال في الوقت الراهن.

صفقات ضخمة وتعهّدات استثمارية

عندما بدأ ترامب رئاسته، تعهد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة.

وقال ترامب في تصريحاته: “في المرة السابقة، ضخوا 450 مليار دولار. لكن هذه المرة ازدادوا ثراءً. جميعنا أصبحنا أكبر سنًا. لذلك قلت لهم: سأزوركم إذا دفعتم تريليون دولار للشركات الأمريكية على مدى أربع سنوات، ووافقوا على ذلك”.

في السعودية، تم توقيع مبيعات عسكرية ضخمة بقيمة 100 مليار دولار، مع صفقات كبيرة في مجالات الطاقة والمعادن. من جانب آخر، يقال إن قطر ستعلن عن استثمارات بقيمة 200 إلى 300 مليار دولار، تشمل صفقة ضخمة لشراء طائرات تجارية من شركة بوينج وصفقة بقيمة 2 مليار دولار لشراء طائرات مسيرة من طراز MQ-9 Reaper.

كما يناقش القطريون منح ترامب “هدية” غير متوقعة: طائرة جامبو 747 لتكون طائرة الرئاسة المؤقتة، وهو ما يخضع حاليًا للمراجعة القانونية.

الاستثمار الإماراتي الضخم

في خطوة مشابهة، أعلنت الإمارات عن خطة لاستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدى العقد المقبل. هذه الاستثمارات الكبرى تعكس التوجه الواضح لترامب في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج.

يُعد الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا أحد محاور التركيز الرئيسية في هذه الزيارة. ومن المتوقع أن يزور سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، الخليج خلال هذه الجولة.

كما سيشارك عدد من قادة التكنولوجيا في منتدى استثماري سعودي أمريكي في الرياض، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جينسن هوانج. تُظهر هذه التحركات التوسع الكبير في التعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.

وعلى الرغم من الإعلانات التي تتحدث عن تريليون دولار من الاستثمارات، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا المبلغ سيترجم إلى إنفاق جديد حقيقي. ومع ذلك، تظل العلاقات الاقتصادية بين ترامب والخليج مصدرًا هامًا للعديد من الصفقات المربحة للشركات الأمريكية، بما في ذلك الشركات المرتبطة مباشرة بإدارة ترامب وأقاربه.

قد يعجبك ايضا