واشنطن تخشى عودة تنظيم داعش في سوريا بعد انهيار نظام الأسد
تخشى الولايات المتحدة الأمريكية من عودة تنظيم داعش في سوريا إلى الساحة الإقليمية بعد انهيار نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد واستيلاء قوى المعارضة على السلطة في البلاد.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز الأمريكية أن سقوط نظام بشار الأسد المفاجئ في سوريا تسبب بفراغ أمني، ما أثار مخاوف من استغلال تنظيم داعش للوضع لإعادة بناء قدراته.
وبحسب الصحيفة فإن الانهيار يمثل تحديًا للإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها بقيادة جو بايدن، وسط التحضير لتولي دونالد ترامب منصبه.
وقد حذر جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، من أن تنظيم داعش قد يستغل الفراغ الأمني في سوريا الناشئ عقب سقوط نظام بشار الاسد.
وبحسب الصحيفة فإن هنالك قلق خاص بشأن مصير نحو 9,000 من مقاتلي داعش المحتجزين في سجون تديرها قوات سوريا الديمقراطية، الذين يحاول التنظيم إطلاق سراحهم.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع هيئة تحرير الشام (HTS) فإن واشنطن تصنفها كمنظمة إرهابية وتستخدم هذا التصنيف كورقة ضغط لضمان التزامها بشروط مثل حقوق سياسية وتدفق المساعدات ومواجهة الإرهاب.
لكن رغم التصنيف، هناك نقاش حول إمكانية فتح حوار معها لضمان استقرار سوريا، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وحول الوجود الأمريكي في سوريان فإن •الولايات المتحدة تحافظ على وجود 900 جندي في شمال شرق سوريا لدعم قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش.
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد هدد بسحب القوات خلال ولايته الأولى، ومن غير الواضح موقفه بشأن الإبقاء عليها في ولايته الثانية.
وقد استغلت تركيا الوضع لشن هجمات على قوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها تهديدًا أمنيًا، فيما الولايات المتحدة تحاول ثني أنقرة عن هذه الهجمات، لكن العلاقات بين الطرفين معقدة.
وبشأن التحديات الدبلوماسية، رأت الصحيفة أن واشنطن تحتاج إلى التعامل مع دول الجوار مثل الأردن وإسرائيل وتركيا لضمان استقرار المنطقة، في وقت المحللون يحذرون من احتمال اندلاع حرب أهلية جديدة في شمال شرق سوريا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الأكراد وتركيا.
وختمت الصحيفة “يمثل انهيار نظام الأسد تحديًا أمنيًا وسياسيًا كبيرًا للولايات المتحدة، حيث يتعين عليها منع عودة داعش، إدارة علاقتها مع هيئة تحرير الشام، والتعامل مع التداعيات الإقليمية للتغيرات في سوريا”.