الأورومتوسطي: أنس الجمل مثال صارخ لسياسة التعامل الأمني مع المعارضين

 

جنيف – رويترد عربي| دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان السلطات الأردنية إلى الإفراج عن الناشط السياسي “أنس الجمل”، الموقوف تعسفيًا منذ أكثر من شهر، ضمن سلسلة اعتقالات ومضايقات منذ سنوات.

وقال الأورومتوسطي إنّ قوات الأمن الأردنية اعتقلت يوم الثلاثاء 24 مايو المنصرم “الجمل” (24 عامًا) دون إبراز مذكرة توقيف.

وأشار إلى أن ذلك بعد خروجه من منزله للبحث عن فرصة عمل عقب تعرضّه لمضايقات أمنية في أثناء عمله على بسطة صغيرة كان يعتمد عليها في إعالة أسرته.

ويوم الأحد 29 مايو، عُرض “الجمل” على النيابة العامة، ووجهت له تهمة “تعكير صفو العلاقات مع دولة أجنبية”، على خلفية منشور بـ”فيسبوك” عام 2020.

لكنّه أنكر التهمة وقال إنّ الحساب تعرّض للاختراق، ولم يكن مسؤولًا عن ذلك المنشور، وفقًا لعائلته.

وبيّن الأورومتوسطي أنّ ظروف توقيف “الجمل” تشكّل معاناة إضافية له ولأسرته، إذ إنّه موقوف مع سجناء جنائيين.

وأشار إلى أنه لا تستطيع عائلته زيارته سوى مرة واحدة في الأسبوع بسبب تكلفة النقل وبُعد المسافة.

ونبه المرصد إلى أنه يحتجز في سجن “ماركا” شرقي العاصمة عمّان، الذي يبعد حوالي 100 كم عن مكان سكنه شمالي محافظة إربد.

ونقلت عن “ميرفت حمده”، والدة “أنس” بشأن ظروف توقيف نجلها: “المسافة بين مكان سكننا والسجن بعيدة”.

وأشار إلى أنها “تسبّب لي المشقة والتعب، إذ استقل 5 مواصلات للوصول لسجنه”.

وقالت: “بسبب بُعد المسافة وتكلفتها لا أستطيع زيارته إلا يومًا واحدًا في الأسبوع، ولكني مواظبة على ذلك كي أراه مدة عشرة دقائق وأطمئن عليه”.

وأضافت “حالة نجلي الصحية غير مستقرة، إذ دائمًا ما يعاني من الإنفلونزا والسعال والإعياء، كما أنّ حالته النفسية تدهورت إلى حد كبير”.

وعزت ذلك إلى مصادرة حريّته دون وجود مبررات أو ضرورة لذلك، خاصة أنّه هو المعيل الوحيد لنا.

بالإضافة إلى ذلك، يُحتجز نجلي مع مجموعة من الأشخاص داخل زنزانة لا يوجد بها تهوية كافية”.

وأكّد الأورومتوسطي أنّ الظرف التعليمي الذي يمر به “الجمل” يحتاج إلى مراعاة خاصة.

وتقول والدته إنّه سيتقدم لاختبارات الثانوية العامة في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية.

ووفّرت له الكتب الدراسية الخاصة بالمادتين، لكنّ ظروف احتجازه قد تؤثر على تساوي فرصه مع غيره من الطلاب سواء في الدراسة أو تقديم الاختبارات.

وذكر الأورومتوسطي أنّ الانتهاكات المتتالية ضج “الجمل” تسببت بخسارته لعمله، وتضاعف الأعباء المعيشية والاقتصادية على عائلته كونه المعيل الواحد لها.

وأوضح أنّ “الجمل” تعرّض مرارًا للاعتقال والمضايقة الأمنية، إذ اعتقل في 24 مارس 2020 على خلفية نشاطه السياسي.

واعتقل لشهر بأغسطس/ آب من ذات العام.

وبين أنه ذلك في سجن السلط إثر مطالبته بإصلاحات سياسية.

واعتقل مرة أخرى في فعلية 24 مارس/ آذار عام 2021 مدة أسبوع في سجن باب الهوى على خلفية تهم مشابهة.

وفي عام 2022، تعرّض للاعتقال أكثر من مرة منها أسبوع بسجن الطفيلة.

وأسبوعان بـ24 مارس، والاعتقال الأخير في 24 مايو/ أيّار، والمستمر حتى اليوم.

وفي أغلب الحالات، يعتقل الأمن الأردني الجمل بسبب مواقفه السياسية.

وتتنوع بين المطالبة بالإصلاح السياسي والمشاركة في تجمعات سلمية.

كما تشمل نشر آراء علنية ضد بعض الاتفاقيات السياسية والاقتصادية لبلاده وبلدان عربية أخرى مع إسرائيل.

ولفت الأورومتوسطي إلى أنّ عددًا من حالات التوقيف والاعتقال التي تعرّض لها “الجمل” كان تتم بشكل احترازي.

وأشار إلى ذلك لمنعه من المشاركة في بعض الفعاليات السياسية حتى وإن كان لا ينوي المشاركة بها من الأساس.

وأكّد أنّ الاستهداف الانتقائي للناشط “الجمل” يشكل تقويضًا لحقه في حرية الرأي والتعبير، وعائقًا أمام ممارسة حقوقه الدستورية ذات العلاقة.

وطالب الأورومتوسطي السلطات الأردنية بالكف عن الاستهداف الذي يبدو متعمدًا وممنهجًا للناشط “أنس الجمل”.

وحث على تمكينه من ممارسة حقوقه الدستورية في التعبير عن الرأي، وضمان عدم تعرضه للمضايقات الأمنية على خلفية ممارسة حقوقه المشروعة.

وناشد السلطات الأردنية على العدول عن سياسة التعامل الأمني مع النشطاء السياسيين والمعارضين.

ودعا لإنهاء سياسة الاعتقال التعسفي وتجريم أصحاب الرأي، واحترام حقوق الأفراد والكيانات في النشاط السياسي والاجتماعي والنقابي.

 

إقرأ أيضا| الأورومتوسطي يحذر من خطورة المقترح الحكومي لتعديل الدستور بالأردن

قد يعجبك ايضا