الاتحاد الأوروبي ينتقد حظر رفع علمه في مسابقة يوروفيجن 2025
وجهت المفوضية الأوروبية انتقادات لاذعة لمنظمي مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) بعد قرارهم منع الفنانين المشاركين من رفع علم الاتحاد الأوروبي على المسرح خلال فعاليات المسابقة المقامة هذا العام في بازل، سويسرا.
ورغم سماح المنظمين للجماهير برفع علم الاتحاد الأوروبي في القاعة، إلا أن الحظر لا يزال مفروضاً على الفنانين أنفسهم، ما أثار استياء مسؤولين في بروكسل اعتبروا القرار “تمييزاً” ضد الرمز المشترك لنحو نصف مليار مواطن أوروبي.
وقال مفوض الثقافة في الاتحاد الأوروبي، جلين ميكاليف، في تصريحات لصحيفة بوليتيكو: “العلم الأوروبي يرمز إلى قيمنا المشتركة، وهويتنا الأوروبية الجامعة، وشموليتنا، ومواطنة مئات الملايين من الأوروبيين. إذا كان للأعلام الوطنية مكان على المسرح، فلا يوجد أي مبرر لاستبعاد العلم الأوروبي”.
ميكاليف أشار إلى أن الحظر لا يشمل فقط العلم الأوروبي، بل يمتد أيضاً إلى أعلام ورموز أخرى، مثل علم قوس قزح الذي كان لسنوات جزءاً من مشهد يوروفيجن، ما يعكس تناقضاً مع الرسائل التي تروج لها المسابقة حول الشمول والتنوع.
حظر بدعوى “عدم التسييس”
يدافع اتحاد البث الأوروبي (EBU) وهيئة الإذاعة السويسرية، المنظمان للحدث، عن القرار باعتباره جزءاً من سياسة طويلة الأمد تهدف إلى إبقاء المسابقة “خالية من الرموز السياسية”.
ويسمح النظام الداخلي للمسابقة فقط برفع أعلام الدول المشاركة على خشبة المسرح، في القاعات المرافقة، وعلى السجادة الفيروزية الرسمية.
لكن منتقدين يرون في هذه السياسة انتقائية، خاصة في ظل مشاهد سابقة حضرت فيها السياسة بقوة. ففي نسخة العام الماضي بمدينة مالمو السويدية، رفعت الجماهير الأعلام الفلسطينية احتجاجاً على مشاركة إسرائيل، فيما واجهت المتسابقة الإسرائيلية إيدن جولان صيحات استهجان أثناء أدائها.
رد فعل أوروبي حاد
ميكاليف شدد على أن تبريرات المنظمين لم تعد مقبولة، قائلاً: “لا ينبغي للشباب الأوروبيين أن يحتاجوا إلى إذن لرفع علمهم. وإذا أصر اتحاد البث الأوروبي على منعه فوق المسرح، فعلى الجمهور أن يحوله إلى الرمز الأبرز في المدرجات”.
وتابع: “يوروفيجن ليست مجرد مسابقة غنائية؛ إنها مساحة ثقافية تعكس هوية أوروبا وتنوعها. من غير المنطقي تهميش العلم الأوروبي في مثل هذا المحفل”.
وليست هذه المرة الأولى التي تثار فيها انتقادات حيال سياسات يوروفيجن بشأن الأعلام والرموز. ففي السنوات الأخيرة، تصاعد الجدل حول “تحييد السياسة” بينما ظلت قضايا الهوية والعدالة الاجتماعية حاضرة بقوة في كواليس وعروض المسابقة.
مع ذلك، يصر اتحاد البث الأوروبي على التمسك بسياساته التنظيمية، محذراً من أن فتح الباب أمام رفع أعلام غير وطنية قد يؤدي إلى “تسييس مفرط” للحدث.
في المقابل، تشير ردود الفعل الشعبية، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى تعاطف واسع مع موقف الاتحاد الأوروبي، حيث يرى كثيرون أن العلم الأوروبي يمثل “رمز وحدة” وليس موقفاً سياسياً، وبالتالي استبعاده يعد قراراً “منفصلاً عن واقع يوروفيجن كحدث ثقافي جامع”.
ومع اقتراب موعد النهائي الكبير للمسابقة، يبقى السؤال معلقاً حول ما إذا كان الضغوط السياسية والشعبية ستدفع المنظمين إلى إعادة النظر في سياساتهم المتعلقة برفع الأعلام على المسرح.