الاندبندنت: تقدم المعارضة يعيد خلط أوراق الحرب في سوريا

رأت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن تقدم قوات المعارضة أعاد خلط أوراق الحرب في سوريا بعد أن اعتقد الكثيرون أن البلاد قد غرقت في هاوية لا يمكن الخروج منها، ولكن تغير كل شيء خلال أيام قليلة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لسنوات، كانت سوريا خارج دائرة الاهتمام العالمي. اعتقد كثيرون أنها غارقة في مستنقع لا يمكن حله بعد انهيار ثورة 2011 إلى حرب أهلية دموية تفاقمت بسبب تدخل قوى دولية متعددة.

وافترض معظم الناس أن نظام بشار الأسد الذي يبدو غير قابل للإزاحة قد انتصر، وأن الأمور لن تتغير أبدًا. حتى أن قلة منهم كانت تعلم إذا ما كانت الحرب لا تزال قائمة، أو في أي مرحلة وصلت.

ولكن كل ذلك تغير قبل بضعة أيام، عندما نجح تحالف غير متجانس من القوى المعارضة للأسد في تحقيق مكاسب مفاجئة وصادمة أدهشت الجميع، بما في ذلك المتمردين أنفسهم.

إذ انهارت قوات النظام فيما اقتحم عشرات الآلاف من المقاتلين المدينة الثانية في سوريا، حلب، وواصلوا تقدمهم جنوبًا نحو حماة. أثار ذلك انتفاضات وهجمات من عدة فصائل في جميع أنحاء البلاد، مع تسجيل اشتباكات في الشمال والجنوب والشرق والغرب.

في حلب، استعادت القوات المعارضة السيطرة على وسط المدينة، بما في ذلك المطارين العسكري والمدني، وكذلك البلدات التي كانت رموزًا للثورة على الطريق إلى حماة.

وقد عاد الأسد مسرعًا إلى دمشق من موسكو وقضى ساعات في إجراء مكالمات محمومة مع حكومات شرق أوسطية كانت قد طبّعت العلاقات معه العام الماضي، مطالبًا بدعمهم “لمكافحة الإرهاب”.

لكن للمرة الأولى منذ سنوات، بدا النظام الهش، الفاسد، والمرهون تمامًا لداعميه روسيا وإيران، مكشوفًا أمام الجميع.

وقاد الهجوم تحالف من أكثر من اثنتي عشرة فصيلاً متمركزًا في محافظة إدلب التي تسيطر عليها تركيا. وكان في طليعتهم هيئة تحرير الشام (HTS)، الجماعة الإسلامية التي كانت في السابق مرتبطة بالقاعدة، لكنها عملت على مدار السنوات الماضية على الابتعاد عن ماضيها الجهادي.

وتفسر إيما بيالز، الباحثة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط، أن الأسد قلّص دعمه الداخلي لسنوات بسبب استمراره في حكم البلاد بأسلوب استبدادي وعدم تقديم أي مكاسب سلام حتى بعد تطبيع العلاقات مع دول الجوار.

أدى ذلك إلى أزمة اقتصادية هائلة وضعف الروح المعنوية للقوات الحكومية. ويضاف إلى ذلك الظروف الاستثنائية التي تواجه داعمي الأسد الرئيسيين:

•روسيا غارقة في حرب مكلفة في أوكرانيا.

•حزب الله اللبناني تكبد خسائر فادحة في صراعه الأخير مع إسرائيل، بما في ذلك مقتل قادته الرئيسيين.

•إيران ووكلاؤها يعيدون ترتيب أولوياتهم بسبب الحرب في غزة والمواجهات المستمرة مع إسرائيل.

ورغم الإثارة التي يشعر بها بعض السوريين بسبب احتمال عودة النازحين إلى ديارهم وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، هناك مخاوف بشأن ماضي هيئة تحرير الشام الجهادي واحتمال اندلاع صراعات جديدة بين الفصائل المعارضة.

وهناك أيضًا قلق من احتمال تدخل روسيا بكامل قوتها واستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية، وهو أمر له سوابق في تاريخ الصراع السوري.

قد يعجبك ايضا