السودان على رأس أجندة السياسة الخارجية لترامب بعد لقاء ولي العهد السعودي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الأزمة الإنسانية المستمرة في السودان ستكون أحد أولوياته في السياسة الخارجية، بعد اجتماعاته هذا الأسبوع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وقد أعرب ولي العهد خلال اللقاءات في واشنطن عن رغبته في زيادة الدور الأمريكي في إدارة الأزمة ودعم الجهود الإنسانية في السودان.

وتشهد السودان حربًا أهلية منذ عامين ونصف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية اتهمت عدة مؤسسات دولية، بما فيها الإمارات، بدعمها. وقد أسفرت هذه الحرب عن أزمة إنسانية حادة، أغرقت عشرات الملايين من السودانيين في ظروف صعبة للغاية، بما في ذلك نقص الغذاء والمياه والرعاية الصحية.

وقال ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال”: “هناك حاجة ماسة للغذاء والأطباء وكل شيء آخر. طلب مني قادة عرب من جميع أنحاء العالم، وخاصة ولي العهد السعودي المحترم، استخدام نفوذ الرئاسة لوقف ما يحدث في السودان فورًا”.

وأشار مسؤول عربي لصحيفة “بوليتيكو”، طالبًا عدم الكشف عن هويته، إلى أن السعودية تريد أن تضغط الولايات المتحدة على الإمارات لوقف دعم قوات الدعم السريع، معتبرًا أن التدخل الأمريكي يمكن أن يسهم في تخفيف الأزمة الإنسانية بشكل ملحوظ.

وفي وقت سابق، اتهم الرئيس السابق جو بايدن قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية في السودان، ما عزز الاهتمام الدولي بالقضية وضرورة تحرك الأطراف الفاعلة.

وأكد ترامب في خطاب ألقاه خلال منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي أن الحكومة السعودية تولي هذه القضية أهمية كبيرة. وقال للحضور: “جلالته يريد مني أن أفعل شيئًا قويًا للغاية فيما يتعلق بالسودان… لم يكن من ضمن خططي المشاركة في هذا الأمر، لكنني أدركت مدى أهميته”.

وعلى الرغم من دعم ولي العهد السعودي، فإن مبادرة ترامب قد تواجه اعتراضات من بعض أعضاء الحزب الجمهوري، مثل النائبة مارجوري تايلور جرين وناشطين مثل ستيف بانون، الذين يرون أن الرئيس يجب أن يركز على القضايا الداخلية، بما في ذلك التكاليف الاقتصادية، بعد سلسلة خسائر للجمهوريين في الانتخابات الأخيرة خارج الدورة.

وكانت زيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن أيضًا فرصة لتعميق العلاقات الدفاعية مع الولايات المتحدة، حيث استضاف البيت الأبيض الزعيم السوري أحمد الشرع، ورفع المملكة إلى مرتبة “حليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي”، ما يعكس توجهاً استراتيجياً لتوسيع التعاون بين واشنطن والرياض في مجالات متعددة، من الاستثمار إلى الأمن الإقليمي.

ويُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة خطوات عملية من قبل الإدارة الأمريكية، بالتنسيق مع السعودية، لتوسيع الدعم الإنساني للسودان وممارسة ضغوط دبلوماسية على الأطراف المحلية والإقليمية للحد من آثار الصراع، في إطار سياسة ترامب الخارجية التي تركز على الشرق الأوسط وأولويات المملكة العربية السعودية.

قد يعجبك ايضا