الصحافة السعودية تنتقد مساعي ترامب للسيطرة على غزة
ظهرت العناوين الرئيسية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، “حازمة وثابتة” مثل الموقف الرسمي للمملكة بشأن غزة، والذي رفض بشكل قاطع أي عملية تطبيع مع إسرائيل دون وجود دولة فلسطينية في المعادلة.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، وبجانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للصحفيين، إن الرياض لم تعد تشترط وجود دولة فلسطينية من أجل فتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وبعد وقت قصير، أصدر ترامب إعلانًا مذهلاً مفاده أن الولايات المتحدة ستطرد سكان غزة إلى الدول المجاورة ثم “تسيطر” على القطاع وتحوله إلى منتجع ساحلي .
وفي غضون دقائق، وتحديداً في الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، أصدرت المملكة العربية السعودية بياناً رفضت فيه الفرضية برمتها.
“الدولة الفلسطينية ليست موضوعا للتفاوض أو التنازلات”، هذا ما جاء في عنوان صحيفة الوطن السعودية نقلا عن وزارة الخارجية.
وتناولت الصحيفة بالتفصيل ما وصفته بموقف سعودي “ثابت”، مفاده أنه يجب أن تكون هناك دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل من أجل التطبيع “المحتمل”، ما يشير إلى أن العلاقة السعودية الإسرائيلية المفتوحة – حتى في هذه الحالة – ليست مضمونة.
وقالت صحيفة الوطن إن المملكة “لا تقبل المساومة أو المزايدات”.
وأكدت الصحيفة أن السعودية تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وضد أي محاولة لتصفية قضيته.
وجاءت تغطية صحيفة “السبق” في شكل رسالة مفتوحة أكدت فيها أن المملكة “لن تخفف” من نهجها تجاه فلسطين.
وأضافت الصحيفة: “إلى من يهمه الأمر: إن القيادة والشعب السعودي سيرفضان أي محاولات من هنا أو هناك لفرض واقع جديد، وسيعتبر القادة السعوديون ومواطنوها أن هذا التقاعس عن دعم القضية الفلسطينية خيانة صريحة ومؤامرة علنية غير مبررة، ولن يتسامح معها التاريخ”.
وخلصت إلى أن “هناك هدراً وتشتيتاً للجهود الصادقة لحل القضية الفلسطينية”.
ونشرت صحيفة البلاد الخبر على صفحتها الأولى، وكتبت أن هناك “رفضا قاطعا للتهجير وضم الأراضي”.
وأشارت الصحيفة إلى إدانات مماثلة من السلطة الفلسطينية ومصر والأردن، وإشادتها بالتزام السعودية بالدولة الفلسطينية كجزء من فرضية “حل الدولتين” المستمرة منذ 30 عاما.
وفي حين ابتعدت وزارة الخارجية السعودية عن ذكر اسم ترامب، فإن بعض وسائل الإعلام الوطنية اتخذت نهجا مختلفا.
وفي صحيفة عكاظ السعودية وجه الكاتب حمود أبو طالب غضبه مباشرة إلى الرئيس الأميركي تحت عنوان “سبب بسيط يا فخامة الرئيس”.
وكتب أبو طالب: “يعتقد ترامب أن الدول لا تختلف عن منتجعه مار إيه لاغو ويمكن الاستيلاء عليها من خلال الصفقات، وإذا لزم الأمر بالقوة”.
ووصف ترامب بـ”المتهور”، وتساءل “متى أجري استفتاء لشعب غزة، عندما قال إنهم يرغبون بشدة في الرحيل، أو كيف سيجبرهم على الرحيل عندما قال إنه ليس لديهم بديل سوى الرحيل”.
وأضاف أن “الاستيلاء والغزو لا يؤديان إلا إلى إعادة العالم إلى فترة ما قبل تشكيل الأمم المتحدة والقانون الدولي”.
في حين انتقد العديد من المدافعين عن فلسطين المملكة لعدم استخدامها المزيد من نفوذها لاتخاذ موقف أكثر صرامة مع الولايات المتحدة وإسرائيل طوال الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي استمر 15 شهرًا، فقد أشار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في النهاية إلى تصرفات إسرائيل باعتبارها “إبادة جماعية” في خطاب ألقاه في قمة مشتركة بين جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في نوفمبر 2024.
حاولت الولايات المتحدة دفع المملكة العربية السعودية إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل منذ ولاية ترامب الأولى، عندما فتحت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب علاقاتها مع إسرائيل. وظلت المملكة العربية السعودية حتى الآن ملتزمة بالقيام بذلك فقط إذا كانت الدولة الفلسطينية جزءًا من المعادلة.
وقد ذكر ترامب عدة مرات أنه يخطط للتوصل إلى اتفاق تطبيع خلال فترة رئاسته الثانية، لكن الخطة الأخيرة التي طرحها الرئيس لم تدفع المملكة العربية السعودية إلا إلى تكرار موقفها السابق.