تركيا ستحضر القمة العربية لأول مرة منذ 13 عاما
من المقرر أن يحضر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان القمة العربية في القاهرة يوم الثلاثاء، مما يمثل تتويجا لجهود استمرت سنوات من جانب أنقرة لتطبيع العلاقات مع جيرانها الإقليميين بعد توتر العلاقات في أعقاب الربيع العربي.
ويعد حضور فيدان في القمة أمرا لافتا، إذ لم يشارك وزير خارجية تركي في قمة عربية منذ أكثر من 13 عاما.
وخلال انتفاضات “الربيع العربي” عام 2011 ، وجدت أنقرة والعديد من جيرانها الإقليميين أنفسهم على طرفي نقيض، مما أدى إلى تدهور العلاقات مع دول مثل المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة وسوريا ومصر .
وعلى مدى السنوات الماضية، أدانت جامعة الدول العربية مرارا وتكرارا دور تركيا في المنطقة، وخاصة عملياتها العسكرية في سوريا وليبيا والصومال.
وباعتباره رئيسا للمخابرات، بادر فيدان إلى تطبيق سياسة التطبيع في عام 2020، حيث توسط في إبرام اتفاقيات مع الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية لاستعادة العلاقات الدبلوماسية على أساس المنافع المتبادلة طويلة الأجل، مثل التعاون الإقليمي والتجارة.
وبعد أن أصبح وزيرا للخارجية العام الماضي، واصل فيدان بذل الجهود لإصلاح العلاقات مع الدول العربية، بما في ذلك سوريا، التي استعادت العضوية الكاملة في المنظمة العام الماضي.
وقال مصدر مطلع على بروتوكولات قمة جامعة الدول العربية إن كل الدول الأعضاء بحاجة إلى الموافقة على مشاركة تركيا، بما في ذلك سوريا. وعلى الرغم من فشل محادثات التطبيع الأخيرة، بدا أن دمشق تقبل حضور فيدان في القمة.
ويأتي انضمام فيدان إلى القمة بعد زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأولى إلى تركيا منذ 12 عاما الأسبوع الماضي، والتي كانت تهدف إلى استئناف العلاقات الثنائية بشكل كامل.
وأشار المصدر إلى أن القاهرة لعبت دورا رئيسيا في تسهيل مشاركة فيدان، وكذا الجهود الدبلوماسية التركية الأخيرة، مثل لقاءات وزير الخارجية مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وسفراء الدول العربية.
وبناء على ذلك، قامت جامعة الدول العربية بحل اللجنة المكلفة ببحث “التدخل التركي في الشؤون الداخلية للدول العربية”، كما تخلت عن الموضوع المقترح للمناقشة في القمة.
وللمرة الأولى منذ سنوات، لم تنتقد الجامعة التي تضم 22 عضوا تركيا في بيان القمة.
ومن المتوقع أن يدلي فيدان ببيان في القمة يوم الثلاثاء للتأكيد على أهمية العلاقات التركية العربية ومناقشة حرب إسرائيل على غزة وقضايا إقليمية أخرى.