بوتين يعلن استعداده لوقف الحرب في أوكرانيا في لقاء مرتقب مع ترامب
في خطوة دبلوماسية مهمة، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداده لوقف الحرب في أوكرانيا، وفقًا للعرض الذي نقله المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى واشنطن يوم الأربعاء. الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرح بأنه سيلتقي بوتين في ألاسكا يوم 15 أغسطس 2025 لمناقشة تفاصيل هذا العرض، ما يثير تكهنات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ عام 2022.
مقترح بوتين: تنازل أوكرانيا عن دونباس مقابل وقف القتال
وفقًا للمعلومات التي تم تسريبها من المفاوضات الأولية، عرض بوتين على المبعوث الأميركي وقف شامل لإطلاق النار في حال انسحبت القوات الأوكرانية من كامل إقليم دونيتسك الشرقي، بما في ذلك منطقتي دونباس ولوغانسك. كما تضمنت خطة بوتين شرطًا إضافيًا للاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، وهي خطوة ترفضها أوكرانيا والمجتمع الدولي بشكل قاطع.
وأثارت هذه الخطة قلقًا كبيرًا بين المسؤولين الأوروبيين والأوكرانيين. حيث يعتبر الكثيرون أن هذا العرض قد يكون خدعة روسية تهدف إلى تجنب فرض مزيد من العقوبات الأميركية والروسية، مع استمرار الحرب في أوكرانيا. وقد أبدى المسؤولون الأوروبيون تحفظات جادة على أن هذا العرض قد يكون مجرد مناورة تكتيكية لرفع الضغط على روسيا دون تقديم أي حل حقيقي للأزمة.
ردود فعل دولية وتحفظات من أوكرانيا وأوروبا
على الرغم من أن ترامب وصف العرض بأنه “مغري بما فيه الكفاية” لبدء مناقشات جادة، إلا أن المسؤولين الأوكرانيين أصروا على أن وقف إطلاق النار هو شرط أساسي قبل أي مفاوضات تتعلق بالحلول السياسية. وأكدوا أنه لا يمكن التفاوض على التنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا تحت أي ظرف من الظروف.
من جانبه، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن بلاده لن تتنازل عن أي جزء من أراضيها في دونباس أو القرم، وأن أي خطوة من هذا القبيل يجب أن تكون مشروطة بوقف إطلاق نار شامل وغير مشروط.
وتعكس هذه المواقف انقسامًا بين الحلفاء الغربيين، حيث أبدى بعض القادة الأوروبيين تفاؤلاً حذرًا من إمكانية النجاح في تجميد الصراع، بينما يبقى الكثيرون متشككين في نوايا روسيا.
مشاركة ترامب في المفاوضات: محاولة لوقف التصعيد
ترامب، الذي تولى الرئاسة في يناير 2025، أكد في تصريحاته أنه يخطط لزيارة ألاسكا للقاء بوتين بهدف تسريع المفاوضات والبحث عن حلول دبلوماسية لوقف الحرب. وأشار إلى أن الولايات المتحدة قد تتراجع عن بعض الرسوم الجمركية على روسيا إذا أثبتت الأخيرة جديتها في وقف القتال.
لكن في الوقت ذاته، استمرت الهجمات الروسية على كييف والمدن الأوكرانية الأخرى. في الجمعة الماضية، قصفت القوات الروسية مدينة بوتشا، الموقع الذي شهد المجزرة الشهيرة في عام 2022، ما يعكس استمرار التصعيد العسكري رغم الجهود الدولية.
أوروبا متفائلة بحذر
رغم التحفظات الأوروبية، أعرب رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك عن تفاؤله الحذر بشأن إمكانية تجميد الصراع. وقال تاسك: “ربما نشهد تجميدًا قريبًا للصراع، لكن من غير المرجح أن يكون هذا نهاية الحرب”. وهذا ما يراه البعض خطوة أولى نحو إنهاء الحرب، بينما يرى آخرون أنه مجرد تمديد للصراع دون الوصول إلى حل سياسي دائم.
وبينما يسعى بوتين وترامب للبحث عن حلول دبلوماسية، تبقى المفاوضات في مرحلة مبكرة جدًا. ويرتقب المجتمع الدولي معرفة المزيد من التفاصيل حول القمة المرتقبة بين الرئيسين، في حين تستمر الحرب في أوكرانيا في تكبد الأرواح وتدمير البنية التحتية. ومع استمرار التصعيد، يبقى الحل السلمي رهينًا للمفاوضات المتواصلة التي يمكن أن تشكل نقطة تحول في الحرب الدائرة.