ترامب يرى زيلينسكي عائقًا للسلام.. لكن الأوكرانيين يدعمونه

قالت وكالة بلومبيرغ إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يمثل عقبة أمام استمرار المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، لكن السؤال الأهم هو: هل يوافق الأوكرانيون على ذلك؟.

وقد تصاعدت الهجمات السياسية الأمريكية على زيلينسكي بعد المواجهة المتوترة التي حدثت يوم الجمعة في البيت الأبيض، حيث وصفه ترامب ونائبه جي دي فانس بأنه “غير محترم”، وزعما أن تصلبه، وليس العدوان الروسي، هو العائق أمام التوصل لوقف إطلاق نار برعاية أمريكية مع موسكو.

ومع ذلك، أكد مستشارو زيلينسكي أنه لا يعتزم مغادرة منصبه، مشددًا على أن مستقبله السياسي يعود للأوكرانيين وحدهم. وفي هذا السياق، قال الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو: “العلاقة بين أوكرانيا والولايات المتحدة ليست مجرد مسألة بين زيلينسكي وترامب. نأمل أن يكون لدى زيلينسكي خطة بديلة”.

وبعد ثلاث سنوات من الحرب، يعاني الشعب الأوكراني من الإنهاك، وانخفضت معدلات تأييد زيلينسكي مقارنة بالبداية، لكنه لا يزال يتمتع بشعبية قوية. ومع ذلك، أدى التوتر مع واشنطن إلى تعزيز دعم الأوكرانيين له، إذ قال المصور فلاديسلاف موسيينكو (52 عامًا): “رغم أنني لم أصوت لزيلينسكي، إلا أن دعمي له زاد بعد هذه المواجهة”.

كما أظهر الجيش الأوكراني تضامنه، حيث نشر الجنرال أولكسندر سيرسكي، القائد العام للقوات المسلحة، رسالة دعم للرئيس، مؤكدًا أن “الجيش مع القائد الأعلى”. حتى بوروشينكو، خصم زيلينسكي السياسي، شدد على أن “أوكرانيا تحتاج الآن إلى الوحدة وليس الانتقاد”.

ورغم استقرار الجبهة العسكرية، إلا أن روسيا تتمتع بتفوق عددي وتسليحي، وتكثف جهودها لإحداث انقسامات داخل أوكرانيا بين الجيش والمجتمع، وبين كييف وحلفائها الدوليين، وفقًا لمصدر مطلع.

يُضاف إلى ذلك أن أي اتفاق سلام مستقبلي سيكون من الصعب تقبله سياسيًا لمن يتولى الحكم، خصوصًا إذا تضمن تنازلات. وقد أقر زيلينسكي بالضغوط الأمريكية، مؤكدًا في مقابلة مع فوكس نيوز أنه سيستقيل إذا ضمنت أوكرانيا الانضمام إلى الناتو.

وفقًا لاستطلاع أجرته Rating Group في 20-21 فبراير، ارتفعت نسبة الأوكرانيين الذين يثقون في زيلينسكي من 57% في يناير إلى 65%، بينما حافظ الجنرال فاليري زالوجني، السفير الأوكراني في لندن، على نسبة تأييد بلغت 76%.

ورغم أنه لم يعلن عن نيته الترشح، فإن زالوجني، المعروف بلقب “الجنرال الحديدي”، لم يستبعد مستقبله السياسي. وفي بيان حديث، أكد أن “هذه الحرب تختبر صمودنا، لكنها أيضًا تكشف من هم أصدقاؤنا الحقيقيون”.

وقد انتهت ولاية زيلينسكي في مايو 2024، لكن القانون يحظر إجراء الانتخابات في ظل الأحكام العرفية، كما أقر البرلمان الأوكراني مؤخرًا بقاء زيلينسكي في منصبه حتى انتهاء الحرب.

لكن بوتين، الذي كان أحد أهدافه المعلنة في 2022 “تغيير النظام في كييف”، تدخل في النقاش، مدعيًا بدون أدلة أن شعبية زالوجني تفوق زيلينسكي، وأن الأخير “لا فرصة لديه لإعادة الانتخاب”. كما دعم بوتين ضغوط ترامب لعقد انتخابات، معتبرًا أنها “تصب في مصلحة السيادة الأوكرانية”.

وتستمر إدارة ترامب في تشديد مواقفها ضد أوكرانيا، حيث ألغت وزارة الخارجية الأمريكية برنامجًا تابعًا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كان يساعد كييف في إصلاح البنية التحتية للطاقة المتضررة من الهجمات الروسية، مما يشير إلى تراجع الدعم الأمريكي لكييف.

وفي ظل هذا التحول، اعتبر المواطن الأوكراني أناتولي ماكارينكو أن واشنطن “تريد تحويل أوكرانيا إلى مستمع خاضع وأداة لتنفيذ إرادتها”، مشددًا على أن الأوكرانيين “يرفضون لعب هذا الدور”، لكنه تساءل: “هل سيعود ذلك بالنفع علينا؟”.

قد يعجبك ايضا