ترامب يمدّ نفوذه العقاري إلى جدة: مشروع بقيمة مليار دولار يوسع تواجد العائلة في الخليج
أعلنت شركة دار غلوبال، الذراع الدولية لمطوّر العقارات السعودي دار الأركان، عن إطلاق مشروع «ترامب بلازا جدة» بقيمة مليار دولار بالشراكة مع منظمة ترامب، في خطوة تُعدّ توسعة جديدة لنشاطات العلامة التجارية للعائلة في منطقة الخليج.
وسيضم المشروع وهو الثاني الذي يحمل علامة ترامب في المملكة بعد كشف النقاب عن «برج ترامب جدة» العام الماضي، مكاتب ومساحات سكنية فاخرة وشققاً فندقية ومنازل تاون هاوس ضمن مخطط أكبر يُعرف باسم «مانهاتن».
ويقع المشروع على طريق الملك عبدالعزيز في قلب جدة، وسيُستلهَم محور تخطيطه الأخضر من فكرة سنترال بارك في نيويورك، وفق تصريحات لدار غلوبال التي أشادت بقدرة المشروع على تحويل أفق المدينة بالواجهات الفندقية والسكنية الراقية.
وأكدت الشركة أن منظمة ترامب ستمنح ترخيص استخدام علامتها وستشارك في جوانب الضيافة وإدارة بعض المكونات، بينما تتحمّل دار غلوبال مخاطر شراء وتطوير الأرض وتمويل الإنشاءات.
وتأتي هذه الخطوة بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية في مايو، التي تلاها سلسلة صفقات واستثمارات أميركية في المنطقة.
ويرى محلّلون أن نشاط منظمة ترامب في الخليج تصاعد خلال الفترة الأخيرة عبر منح تراخيص لعلامتها ولشركائها في الإمارات وعمان وقطر بالإضافة إلى السعودية، ما يعكس إقبالاً متزايداً على مشاريع التطوير الفاخر في مدن المنطقة.
ويأتي الإعلان عن «ترامب بلازا» بعد صفقة أرض قياسية اشترتها دار الأركان هذا العام بقيمة نحو 1.19 مليار دولار على قطعة مساحتها مليون متر مربع ضمن مشروع «مانهاتن» الأكبر، وهو ما يوفّر قاعدة أرضية ضخمة لمشروعات التطوير الفندقي والسكني في جدة.
وتقول دار غلوبال إن المشروع سيجذب شريحة من المشترين والمستثمرين المحليين والأجانب الباحثين عن وحدات فاخرة في مواقع قريبة من البحر والواجهة الحضرية.
لكن التوسّع يحمل أبعاداً سياسية وانتقادية إلى جانب الاقتصادية. أثار تنامي أعمال عائلة ترامب في الخليج تساؤلات حول إمكانية الاستفادة من علاقات سياسية رفيعة المستوى بين ترامب وقادة خليجيين، لا سيما في ظل دور الرياض المحوري في استثمارات إقليمية واسعة.
وقال منتقدون إن الأنشطة التجارية لعائلة الرئيس تطرح مخاطر تضارب مصالح عندما يتزامن العمل التجاري مع الدور الرسمي على مستوى السياسة الخارجية. من جهتها، تقول المنظمة إن حقوق الملكية تُدار في صندوق ائتماني أثناء تولي ترامب منصبه.
من الناحية السوقية، تعكس الصفقة أيضاً تزايد الطلب على أصول فاخرة في السعودية المدفوع بإصلاحات اقتصادية وفتح الأسواق أمام مستثمرين محليين وأجانب، خصوصاً في مراكز مثل جدة والرياض ودبي حيث سجّلت أسعار العقارات ارتفاعاً قوياً خلال السنوات الأخيرة.
ومع ذلك، يبقى تنفيذ المشاريع الكبرى تحدياً يتطلّب تمويلاً وتيسير تصاريح وبنى تحتية ملائمة للحفاظ على جداول التسليم والعوائد المتوقعة.