زيلينسكي: روسيا تكذب على ترامب… والأمر كله بين يديه
في تصريحات جديدة تسلط الضوء على تعقيدات الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يمتلك القدرة على إنهاء النزاع، لكن عليه أن يرى الحقيقة بوضوح: “روسيا ببساطة تكذب على ترامب”.
وفي مقابلة موسعة مع شبكة أكسل سبرينغر غلوبال ريبورترز، التي تُعد بوليتيكو أوروبا جزءاً منها، شدد زيلينسكي على أن الضغط الأميركي، وتحديداً من ترامب، يمكن أن يكون العامل الحاسم في وقف الحرب.
وقال: “بوتين لا يفهم شيئاً سوى القوة، وأمريكا تملك هذه القوة. كل شيء الآن بيد ترامب… مدى قوة حزمة العقوبات وسرعة اتخاذ القرار يعتمدان عليه”.
“الروس يكذبون على ترامب”
زيلينسكي لم يخفِ امتعاضه من موقف ترامب الذي يبدو متأرجحاً بين التشكيك في روسيا وبين تقبّل رواياتها. وقال إن موسكو تمارس الخداع بشكل منهجي، مضيفاً: “يرى ترامب أن الجانب الروسي ليس صادقاً تماماً بشأن الحرب. روسيا ليست صادقة”.
تأتي هذه التصريحات بينما تعاني أوكرانيا من استمرار الضربات الروسية على جبهات عدة، في ظل حالة من الجمود السياسي في ملف العقوبات الغربية، وتراجع نسبي في الدعم الأمريكي.
ويخشى زيلينسكي أن تستغل موسكو أي ثغرة في الالتزام الغربي لصالحها، مؤكداً أن “روسيا لا يمكنها الفوز إلا إذا تخلى شركاؤنا عنا… انسحاب الولايات المتحدة سيكون سيناريو مثالياً لبوتين”.
توتر سابق ولقاء جديد مرتقب
وكانت العلاقة بين زيلينسكي وترامب قد مرت بتوترات، خاصة إثر مواجهة كلامية بين الطرفين في البيت الأبيض في فبراير الماضي.
ورداً على سؤال بشأن تلك الحادثة، قال زيلينسكي بنبرة ساخرة: “لا أعتقد أنها قرّبتنا أكثر مما كنا عليه”. لكنه أضاف أن أوكرانيا والولايات المتحدة عادتا إلى “حوار بنّاء”، مشيراً إلى لقاء ثنائي ودي جمعه بترامب في الفاتيكان في أبريل/نيسان.
ويتوقع الرئيس الأوكراني أن يكون الاجتماع القادم مع ترامب أكثر نجاحاً: “علينا أن نبذل كل جهد ممكن لضمان نجاح الاجتماع المقبل. ليس لدينا خيار آخر”.
العقوبات بطيئة… والحرب تستنزف الجميع
رغم التصعيد العسكري الروسي، أصرّ زيلينسكي على أن الهجوم الروسي “ليس ناجحاً جداً”، لافتاً إلى أن موسكو لم تحقق أهدافها الاستراتيجية.
وقال إن بوتين “يعلم أن الاقتصاد الروسي يعاني”، ويعتمد على كسب الوقت.
وفي هذا السياق، دعا زيلينسكي إلى تسريع وتوسيع نطاق العقوبات الغربية على موسكو، مؤكداً أن تشديد الضغط الاقتصادي يمكن أن “يؤدي إلى استنزاف أكبر لترسانة روسيا”، وبالتالي تقليل وتيرة الهجمات.
ويأتي ذلك في وقت يتهم فيه مراقبون ترامب بالتردد في فرض مزيد من العقوبات على موسكو، رغم التصريحات الغاضبة التي أطلقها بعد تعثّر مفاوضات إسطنبول بين الجانبين الأوكراني والروسي.
وفي إشارة إلى تذبذب مواقف ترامب، أوضح زيلينسكي أنه لا يعرف إن كان الرئيس الأميركي “يغيّر رأيه كل يوم اعتماداً على من يتحدث إليه عبر الهاتف”. لكنه أشار إلى أن معظم رؤساء الدول الذين التقى بهم “يشاركونه الرأي بشأن خطورة الخداع الروسي”، على حد تعبيره.
الصلابة النفسية في وجه اليأس
وفي ختام المقابلة، بدا زيلينسكي حريصاً على إظهار رباطة جأشه رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلاده. وعندما سُئل عن مدى شعوره بالشكوك، أجاب: “لديّ شكوك لا تقل عن أي شخص آخر في أوكرانيا. لكن الفرق أنني الرئيس. لذا، حتى نهاية الحرب، لن أُظهر أي لحظة ضعف”.
وشبّه زيلينسكي حالته النفسية بزعيم الحرب البريطانية ونستون تشرشل، الذي قاد بلاده في مواجهة النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، قائلاً: “حتى تشرشل مر بلحظات يأس. لكن لا يمكن لقائد أن يُظهرها. لا يمكنني أن أُشارك أيّام حياتي المظلمة مع أي شخص آخر”.
تصريحات زيلينسكي تأتي في وقت بالغ الحساسية، إذ تزداد الضغوط السياسية والدبلوماسية على أوكرانيا بينما يدخل النزاع عامه الرابع.
وتراقب العواصم الأوروبية والغربية عن كثب مواقف ترامب، وما إذا كان سيعتمد سياسة أكثر انحيازاً لموسكو أو سيعيد فرض “هيبة الردع الأميركي”.
في كل الأحوال، تبدو رسالة زيلينسكي واضحة: دونالد ترامب، بمكانته وقوته، قادر على إحداث الفارق، لكن عليه أن يرى الحقيقة، ويتصرف وفقاً لها.