مئات الآلاف في جنوب غزة يعانون من نقص حاد في الخدمات الأساسية

أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن مئات الآلاف من النازحين في جنوب غزة يعانون من نقص حاد في المأوى والرعاية الصحية والغذاء والمياه والصرف الصحي. وأوضح المكتب أنه في الفترة من السابع إلى الرابع عشر من يونيو، أجرى تقييمات إنسانية في مواقع النزوح في دير البلح وخان يونس ومنطقة مواصي رفح، حيث وجد أن الناس يعيشون في خيام مكتظة تفتقر إلى الإصلاح والحماية من الحرارة الشديدة.

 

وأشار المكتب الأممي إلى أن الوصول إلى المياه منخفض للغاية، مما يضطر الناس إلى الوقوف في طوابير لساعات طويلة للحصول على المياه، ويجبرهم على استخدام مياه البحر لأغراض منزلية.

 

وأكدت “أوتشا” أن هناك انتشارًا مستمرًا للأمراض المعدية نتيجة فيضان مياه الصرف الصحي وانتشار الحشرات والقوارض والثعابين، إضافة إلى نقص حاد في مواد النظافة ومرافق الصرف الصحي. كما أفادت العديد من الأسر بأنها تتناول وجبة واحدة فقط في اليوم، وبعضها يتناول وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة أيام، معتمدة على الخبز وتقاسم الطعام مع أسر أخرى وتقنين المخزونات.

 

وفيما يتعلق بتسليم المساعدات، أوضح المكتب أن قيود الوصول تستمر في تقويض توزيع المساعدات والخدمات الإنسانية الضرورية في جميع أنحاء غزة. ففي الفترة من الأول إلى الثامن عشر من يونيو، من بين 61 مهمة مساعدات إنسانية إلى شمال غزة، تم تسهيل 28 منها فقط (46%) من قبل السلطات الإسرائيلية، بينما رفض وصول 8 مهمات (13%)، وتمت إعاقة 16 مهمة (26%)، وألغيت 9 مهمات (15%) لأسباب لوجستية أو تشغيلية أو أمنية.

 

وشدد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة على ضرورة تسهيل العمليات الإنسانية في غزة بشكل كامل، وإزالة جميع العوائق التي تحول دون ذلك.

 

وفي المؤتمر الصحفي اليومي، سُئل فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة عن حركة العاملين في المجال الإنساني على الطريق الذي شملته إسرائيل ضمن ما وصفته بوقف تكتيكي للأنشطة العسكرية، فأوضح أنه لا توجد حركة في الوقت الراهن على ذلك الطريق، مشيرًا إلى أن القوات الإسرائيلية أكدت استمرار عملياتها العسكرية في رفح كما هو مخطط له.

 

ورحب حق بأي مبادرة تهدف إلى تسهيل توصيل المساعدات، موضحًا أن العاملين في المجال الإنساني توصلوا إلى تفاهم مع السلطات الإسرائيلية بشأن فسحات من التنقل المنسق لتسهيل الحركة الآمنة للمساعدات الإنسانية. وأضاف أن القتال في المنطقة ربما يكون قد انخفض نتيجة لتلك التحركات المنسقة، لكنه أشار إلى أن “الافتقار إلى النظام العام والسلامة يشكل عقبة رئيسية ويتطلب جهودًا متضافرة وتدابير ملموسة لإيجاد حل”.

 

وأكد حق أن إسرائيل بصفتها القوة المحتلة، يجب أن تضمن وصول المساعدة إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها وخلق بيئة مواتية، مضيفًا أن الأمم المتحدة تعمل معهم لتحقيق ذلك.

قد يعجبك ايضا