حرب السودان: مجازر الفاشر تُجدّد دعوات مقاطعة الإمارات

تتصاعد الدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة الإمارات العربية المتحدة والشركات المرتبطة بها، بعد دعم الدولة الخليجية لقوات الدعم السريع في حرب دارفور، والتي شهدت مجازر مروّعة في مدينة الفاشر في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2025.

وأظهر الاستيلاء على آخر معقل للجيش السوداني في شمال دارفور مشاهد فظائع، حيث تباهى مقاتلو الدعم السريع بقتل المدنيين، بينهم نساء وأطفال وكبار السن، فيما أظهرت صور الأقمار الصناعية شوارع ملطخة بالدماء ودمار واسع النطاق.

ويُعرف أن أبو ظبي تموّل وتسلّح قوات الدعم السريع، ما جعلها هدفًا لحملة المقاطعة التي تحث المستخدمين على التوقف عن السفر إلى دبي وأبو ظبي، وتجنب المنتجات الإماراتية، وإعادة النظر في التعامل مع الشركات التي تتخذ من الإمارات مقرًا لها.

وقالت إحدى ناشطات وسائل التواصل الاجتماعي: “توقفوا عن الذهاب إلى دبي وأبو ظبي، قاطعوا الإمارات بسبب جرائمها في السودان… هناك أماكن أجمل بكثير لقضاء عطلتكم.”

وتضمنت الحملات رسومات بيانية توضح علامات تجارية إماراتية كبرى، مثل الاتحاد للطيران، وشركات دولية مرتبطة بالإمارات، تحت شعار “مقاطعة السودان”.

وأثارت رسالة ترويجية لطيران الإمارات على موقع X انتقادات واسعة، بعد نشرها عبارة: “هذه هي الطريقة التي ندير بها أعمالنا”، تزامنًا مع مقطع يظهر مجازر ارتكبها الدعم السريع.

كما طالبت الحملة بمقاطعة صادرات الذهب الإماراتية، التي يُعتقد أن جزءًا منها يُستخرج من مناجم تسيطر عليها قوات الدعم السريع، في محاولة لقطع التمويل عن هذه القوات.

وذكّرت بعض المنشورات أن دعم الإمارات للميليشيات في السودان يُقارَن بدعم إسرائيل للانتهاكات في غزة، معتبرة أن المقاطعة هي تضامن حقيقي مع المدنيين المتضررين.

واندلعت الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023، نتيجة خلافات حول دمج قوات الدعم السريع بالجيش النظامي، وتطورت إلى صراع شامل أودى بحياة عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص. وتواصل قوات الدعم السريع ارتكاب انتهاكات واسعة، بما في ذلك مجازر وأعمال تُشبه الإبادة الجماعية في دارفور.

ورغم نفي الإمارات دعمها لهذه القوات، فإن تقارير ميدل إيست آي الصادرة في يناير/كانون الثاني 2024 وثّقت شبكات الإمداد والأسلحة الإماراتية التي تصل إلى ميليشيات الدعم السريع عبر ليبيا وتشاد وأوغندا وأجزاء من الصومال، ما يفاقم الغضب الدولي والسوداني على حد سواء.

قد يعجبك ايضا