رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة تدعو لإصلاح مجلس الأمن بخطوات فعلية

في الذكرى الثمانين لتأسيس ميثاق الأمم المتحدة، أكدت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية السابقة ورئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، على الحاجة الماسة لإصلاح مجلس الأمن، واصفة ذلك بأنه “أمر طال انتظاره”.

وأشارت بيربوك في مقابلة على بودكاست “برلين بلايبوك” إلى أن التقدم لن يتحقق بالكامل خلال فترة ولايتها التي تستمر عامًا واحدًا، لكنها دعت إلى اتخاذ خطوات صغيرة نحو تعزيز الشفافية وكفاءة المنظمة.

 

وقالت بيربوك: “بدون الأمم المتحدة، لن يكون أي بلد في هذا العالم أكثر أمانًا”. وأكدت أن الهدف الأساسي يجب أن يكون التغلب على الحواجز الحالية وجعل المنظمة أكثر فعالية، بما في ذلك دمج الوكالات، وزيادة عدد الموظفين المحليين، وتوسيع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الإداري.

وأضافت أن الضغوط المالية الكبيرة على المنظمة تجعل من الضروري تحديد المجالات الأساسية التي ينبغي أن تركز عليها الأمم المتحدة حقًا.
وفيما يتعلق بإصلاح مجلس الأمن، ركزت بيربوك على خطوتين رئيسيتين يمكن البدء بهما على الفور: تعزيز الشفافية، واشتراط تفسير استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل الأعضاء الدائمين.

ورأت أن هذه الإجراءات الصغيرة يمكن أن تكون أساسًا لبناء توافق أوسع في المستقبل بشأن التغييرات الكبرى، مثل توسيع عضوية المجلس أو تعديل قواعد التصويت، وهو ما لطالما أثار جدلاً دوليًا منذ عقود.

كما تطرقت بيربوك إلى قضية قيادة الأمم المتحدة، قائلة إن من المناسب أن تتولى امرأة منصب الأمين العام المقبل، مشيرة إلى أن المنظمة لم ترَ امرأة على رأسها منذ 80 عامًا، رغم التزامها بحقوق المرأة وحقوق الإنسان.

وأضافت أن تعزيز تمثيل النساء في المناصب العليا يمكن أن يكون خطوة رمزية وعملية نحو إصلاح شامل للهيكل الإداري للمنظمة.

وعن دور الولايات المتحدة، أعربت بيربوك عن تفاؤلها بدعم التعددية على الرغم من سياسات “أمريكا أولاً” التي انتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت: “على القوى الكبرى تحمل مسؤولياتها وعدم التشكيك في الميثاق”، معتبرة أن الأمم المتحدة تبقى المكان الأساسي لمعالجة الخلافات الدولية ووضع الحلول المشتركة.

وختمت بيربوك بالتأكيد على أن إصلاح الأمم المتحدة لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها، بل عبر خطوات تدريجية ومستدامة تعزز الثقة وتضمن أن تبقى المنظمة فاعلة وذات مصداقية في عالم يشهد تحديات متزايدة، من الحروب الإقليمية إلى الأزمات الإنسانية والتغير المناخي.

قد يعجبك ايضا