رسائل ترامب الجمركية ستصل إلى اثنتي عشرة دولة يوم الاثنين… الأسواق تترقب
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستبدأ يوم الاثنين بإرسال رسائل إلى نحو اثنتي عشرة دولة، تحدد فيها معدلات الرسوم الجمركية الجديدة على وارداتها، في خطوة تُعد تصعيداً جديداً للحرب التجارية التي طالما لوّح بها خلال ولايته الحالية.
وقال ترامب للصحفيين في وقت متأخر من مساء الجمعة على متن الطائرة الرئاسية: «سنرسل حوالي 12 رسالة يوم الاثنين». لكنه امتنع عن ذكر أسماء الدول التي ستستهدفها هذه الرسائل، أو تحديد نسبة الرسوم التي ستُفرض، مكتفياً بالتحذير من أن بعضها قد يصل إلى 70%.
الأسواق تهتز مجدداً
وتأتي هذه الخطوة بعد فترة من الهدوء النسبي في جبهة الحرب التجارية، وهو ما كانت تتطلع إليه الشركات والأسواق المالية كفرصة للتقاط الأنفاس والتخطيط بثقة أكبر للمستقبل. إلا أن إعلان ترامب ألقى بظلاله على الأسواق العالمية، إذ سجلت الأسهم الأوروبية تراجعاً ملحوظاً، كما هبطت العقود الآجلة للأسهم الأميركية يوم الجمعة، وسط مخاوف من جولة جديدة من عدم اليقين الاقتصادي.
ويرى مراقبون أن العودة إلى سياسة فرض الرسوم الجمركية المرتفعة تهدد بإعادة إشعال التوترات التجارية، وتقويض التعافي الاقتصادي العالمي الهش، خاصة في ظل استمرار تباطؤ النمو في بعض الاقتصادات الكبرى.
مناورة تفاوضية أم مواجهة حقيقية؟
مع ذلك، يشير خبراء إلى أن إدارة ترامب سبق أن لجأت إلى تكتيك مشابه في مرات سابقة: إعلان نية فرض رسوم جمركية جديدة، مع تحديد موعد نهائي بعيد نسبياً، لترك الباب مفتوحاً أمام مفاوضات اللحظات الأخيرة.
وفي هذا السياق، نقلت تقارير إعلامية أن عدداً من الشركاء التجاريين، مثل كوريا الجنوبية وتايلاند، يكثفون تحركاتهم في محاولة للتوصل إلى صفقات تقيهم تداعيات هذه الرسوم الجديدة.
ويشير بن بيركويتز، مراسل الشؤون الاقتصادية، إلى أن «ترامب يفضل أحياناً استخدام الرسائل بدلاً من الدخول في محادثات تجارية معقدة مع عشرات الدول، لأنه يرى في هذا النهج حلاً أبسط وأسرع، رغم تداعياته العنيفة على الاقتصاد العالمي».
محطات سابقة
وكان ترامب قد فرض في الثاني من أبريل/نيسان الماضي رسوماً جمركية عالمية شاملة، لكنه علّق العمل بالجزء الأكبر منها بعد أسبوع فقط، متعهداً بمنح مهلة تسعين يوماً للشركاء التجاريين للتفاوض على اتفاقيات جديدة.
وخلال تلك الفترة، تمكنت الإدارة الأميركية من إبرام ثلاث اتفاقيات مهمة مع المملكة المتحدة والصين وفيتنام، لكن سرعان ما عاد ترامب ليكرر تهديده بإرسال رسائل إلى الدول التي لم تتوصل إلى اتفاقات نهائية، محدداً رسوماً قد تكون مرتفعة للغاية.
وفي منتصف يونيو/حزيران، كرر ترامب هذا التهديد، مشيراً إلى أن الرسائل تشكل خياراً مفضلاً بالنسبة له لتجنب تعقيدات المفاوضات المتشعبة مع عشرات الدول.
مواعيد متداخلة
وتنتهي الفترة المعلنة لتعليق الرسوم الجمركية في التاسع من يوليو/تموز الجاري، لكن بعض الدول مثل الصين وكندا تواجه مواعيد نهائية مختلفة تمتد إلى وقت لاحق من هذا الشهر أو الشهر المقبل.
من جانبه، قال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن «المواعيد النهائية قابلة للتغيير»، مضيفاً أن الهدف الأساسي للإدارة هو إنهاء الصفقات التجارية قبل حلول عيد العمال الأميركي في مطلع سبتمبر المقبل.
الغموض سيد الموقف
ورغم التصعيد الكلامي من جانب ترامب، يبقى الغموض قائماً حول مدى حدة الرسوم التي ستتضمنها الرسائل الجديدة، وما إذا كانت الولايات المتحدة ستمضي فعلياً في فرض نسب مرتفعة تصل إلى 70%، أم أنها ستبقي الباب مفتوحاً أمام حلول تفاوضية.
وفي مؤشر على هذا الغموض، تضمنت اتفاقية فيتنام السابقة معدل ضريبة بلغ 20%، وهو ضعف المعدل العالمي الأساسي الذي فرضه ترامب، لكنه يظل أقل بكثير من التهديدات السابقة التي وصلت إلى 70%.
وتراقب الأسواق والشركات حول العالم التطورات عن كثب، إذ قد تحمل رسائل يوم الاثنين تغييرات كبيرة في خريطة التجارة الدولية، أو ربما تظل مجرد أداة تفاوضية في لعبة الشد والجذب التي يتقنها الرئيس الأميركي.