زيلينسكي يحذر من خداع روسي محتمل خلال محادثات بوتين وترامب في ألاسكا

حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن روسيا قد تحاول خداع الولايات المتحدة خلال المحادثات المقرر عقدها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا في الأسبوع المقبل. ودعا زيلينسكي إلى فرض عقوبات أمريكية قوية على روسيا، قائلاً إن موسكو تسعى لتدمير أوكرانيا ولا يمكن الوثوق في وعودها.

خداع روسي محتمل
وأشار زيلينسكي إلى أن روسيا قد تحاول تقديم حلول مغرية ولكنها زائفة، قائلاً: “إن الشيء الوحيد الذي يبحثون عنه هو طريقة لقتل أوكرانيا”. وأضاف أن ما يريده بوتين من هذه المحادثات هو كسب الوقت وتوجيه المفاوضات لصالحه، بينما “نحن في أوكرانيا نعرف روسيا جيدًا”. زيلينسكي أشاد بتصميم الرئيس الأمريكي ترامب على إنهاء القتال، لكنه حذر من أن أي اتفاق قد يصب في مصلحة روسيا فقط ولا يضمن السلام المستدام.

وكانت المحادثات بين بوتين ومبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، قد أثارت الجدل في الأسابيع الأخيرة بعد أن تم طرح فكرة تبادل الأراضي بين روسيا وأوكرانيا، وهو اقتراح رفضه زيلينسكي بشدة. بحسب التقارير، يقترح بوتين أن تحتفظ روسيا بالمناطق التي سيطرت عليها أثناء النزاع، إلى جانب بعض الأراضي غير المحتلة بالكامل. هذا النوع من التبادل، بحسب زيلينسكي، ليس حلاً وإنما استسلام لأطماع روسيا التوسعية.

دعوة للعقوبات الأمريكية
في نفس السياق، دعا زيلينسكي إلى فرض عقوبات أمريكية صارمة على روسيا لمنعها من استغلال أي اتفاق مستقبلي. وأضاف: “إذا لم ترغب روسيا في وقف الحرب، يجب على العالم أن يوقف اقتصادها”. الزعيم الأوكراني شدد على أن الضغط الدولي أمر حاسم، وأن الولايات المتحدة وأوروبا يجب أن تتخذ موقفًا موحدًا ضد روسيا. زيلينسكي يعتقد أن هذه العقوبات يمكن أن تكون وسيلة للضغط على روسيا لتغيير سياستها العدوانية.

الهجمات الروسية المستمرة
تتزامن تصريحات زيلينسكي مع الهجمات الروسية المستمرة على أوكرانيا، والتي تشمل قصف البنية التحتية المدنية. في الأيام الأخيرة، وقع هجوم على مدينة زابوريزهيا أسفر عن إصابة أكثر من 20 شخصًا، حيث استهدفت القوات الروسية محطة حافلات محلية بقنابل انزلاقية. وقال زيلينسكي: “إنهم لا يريدون وقف القتل. كل ما يبحثون عنه هو وسيلة لتدمير أوكرانيا”.

مع تصاعد الهجمات الروسية، تزداد الضغوط الدولية على الرئيس بوتين لوقف العدوان والجلوس إلى طاولة المفاوضات. ومع ذلك، ترى أوكرانيا أن أي مفاوضات لا ينبغي أن تقتصر على تقديم تنازلات للأطراف المعتدية، بل يجب أن تضمن سلامة الأراضي الأوكرانية واستقلالها.

موقف الأوروبيين من المفاوضات
تواصل القوى الأوروبية دعم أوكرانيا في هذا السياق، حيث يعبر حلفاء كييف عن رغبتهم في أخذ موقف أوكرانيا في الحسبان خلال محادثات ألاسكا. وزاد هذا الموقف من التوترات بين روسيا والدول الغربية، حيث يواصل بوتين مساعيه للضغط على أوكرانيا من خلال محاولات التوسع العسكري والضغط السياسي. في الوقت نفسه، تواصل القوى الغربية فرض عقوبات على روسيا لدفعها إلى التفاوض.

التوجهات المستقبلية
فيما يتعلق بمستقبل المحادثات، يبقى موقف الرئيس بوتين غامضًا، حيث لم تقدم روسيا أي إشارة على استعدادها للتوصل إلى اتفاق يوقف الحرب بشكل نهائي. ومع استمرار القتال في دونباس والضغوط الدولية على موسكو، يتوقع الخبراء أن تظل محادثات ألاسكا نقطة حاسمة في تحديد مستقبل النزاع. ومع تصاعد المخاوف من استمرار الحرب وتحولها إلى صراع طويل الأمد، يتطلع المجتمع الدولي إلى أن تكون الولايات المتحدة، بقيادة ترامب، عامل ضغط رئيسي على روسيا لوقف إطلاق النار واستئناف عملية السلام.

وبينما يواصل الرئيس الأوكراني تحذيراته بشأن محاولات روسيا للتلاعب بالمفاوضات، يبقى الوضع في أوكرانيا متقلبًا. يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين اتخاذ خطوات حاسمة لضمان عدم التراجع أمام الضغوط الروسية، في وقت تشهد فيه الأزمة الإنسانية في أوكرانيا تفاقمًا، مع استمرار الهجمات الروسية على المدنيين.

قد يعجبك ايضا