صراع داخلي يحتدم بين فصائل الجمهوريين الشباب حول مستقبل الحركة المحافظة

يشتعل الصراع داخل صفوف الحزب الجمهوري، وتحديدًا في جناحه الشبابي، حيث يلتقي الآلاف من أعضاء الاتحاد الوطني للجمهوريين الشباب (YRNF) هذا الأسبوع في ناشفيل، لتحديد القيادة المقبلة للمنظمة، في سباق محتدم بين قائمتين تمثلان رؤيتين متناقضتين لما يجب أن يكون عليه مستقبل الحزب في حقبة ما بعد ترامب.

يتنافس في الانتخابات المقررة نهاية الأسبوع كلٌ من قائمة Grow YR التي يقودها الرئيس الحالي للاتحاد هايدن بادجيت، وقائمة Restore YR التي يقودها رئيس الجمهوريين الشباب في ولاية نيويورك بيتر جيونتا. وفي حين يؤكد كلا الطرفين ولاءه لحركة “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا” (MAGA) والرئيس السابق دونالد ترامب، فإن المنافسة تحوّلت إلى معركة شخصية، وتنظيمية، وإيديولوجية.

انقسام حاد واتهامات متبادلة
اتهم جيونتا إدارة بادجيت بتقويض حملة ترامب خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري عام 2024، بل ومحاولة الضغط على فروع الولايات لمنعها من إعلان تأييد رسمي له. وقدم شكوى إلى البيت الأبيض تتهم بادجيت بالتآمر مع “كارهي ترامب” واستخدام تكتيكات مضللة، من بينها تلفيق تغريدات لجيونتا وتزييف مواقفه.

من جانبها، نفت قيادة Grow YR هذه الادعاءات، وأكدت أنها تقف بشكل لا لبس فيه مع أجندة ترامب. وقال بليك ديل كارمن، المدير السياسي الوطني للمنظمة: “قائمة Grow YR Slate لديها سجل حافل بالقيادة والنمو ودعم الرئيس ترامب بلا شروط أو استثناءات”.

تأييد من شخصيات بارزة في حركة MAGA
حظيت قائمة Restore YR بتأييد لافت من شخصيات يمينية بارزة، مثل النائبة إليز ستيفانيك، والناشط المحافظ الشهير روجر ستون، وحليف ترامب في فلوريدا إيفان باور. وقال ستون، الذي سبق أن ترأس YRNF في أواخر السبعينيات، إنه يدعم Restore YR لأنها الأقرب إلى فكر ترامب وحركة “أمريكا أولاً”.

كما دعمت منظمات مثل Turning Point Action هذه القائمة، وساهمت في تنظيم قاعدة واسعة من المتطوعين والمندوبين في عدد من الولايات.

دعم متوازن وانقسام بين الولايات
رغم أن قائمة Grow YR تحتفظ بتأييد نحو نصف منظمات الاتحاد على مستوى الولايات، إلا أن قائمة Restore YR نجحت في جذب دعم قوي من ولايات رئيسية، مثل تكساس وفلوريدا وكاليفورنيا. وتشير التقديرات إلى أن نحو ثلثي مندوبي تكساس – الولاية التي ينحدر منها بادجيت – يخططون للتصويت لصالح منافسيه.

وفي أوهايو، تسبب إعلان قيادة الولاية دعم Grow YR دون الرجوع إلى قواعد المقاطعات في اندلاع موجة من الغضب. ووصفت بعض الفروع المحلية القائمة بأنها “مجموعة اختزالية لا تمثل التيار المحافظ الحقيقي”.

رهان على المستقبل بعد ترامب
يرى مراقبون أن هذا الصراع يُمثّل صورة مصغرة للانقسام الأكبر المتوقع داخل الحزب الجمهوري في عام 2028، حين يخرج ترامب من المعادلة بوصفه المرشح الطبيعي للحزب، ما يفتح الباب أمام منافسات داخلية شرسة على إرثه السياسي.

وقال جيونتا في مقابلة: “ما يحدث اليوم بين الجمهوريين الشباب هو اختبار مبكر لما سنواجهه جميعًا في 2028… من سيتحكم بمستقبل الحزب؟ ومن سيكون الوريث الشرعي لحركة ترامب؟”.

ماذا يقول الجيل الجديد؟
ترى أريانا أسينماخر، رئيسة الجمهوريين الشباب في كاليفورنيا ومرشحة قائمة Restore YR لمنصب نائب الرئيس، أن المنظمة تمثل العمود الفقري لحملات الحزب على الأرض، وأنه يجب التركيز على دعم الكونغرس ومجالس الولايات، وتوحيد الصفوف خلف قيادة واضحة لحين موعد الاستحقاقات الكبرى المقبلة.

وتضيف: “نحن الجيل الذي سيحدد وجه الحزب الجمهوري في السنوات المقبلة. علينا التأكد من أننا نقدم الدعم الأقوى للرئيس ترامب، ولأي إدارة محافظة قادمة”.

الكلمة الفصل في ناشفيل
بينما تسود أجواء التوتر والتنافس داخل أروقة المؤتمر، يبقى القرار النهائي بيد نحو 14 ألف مندوب، يمثلون مختلف ولايات الاتحاد. وستكون النتيجة إشارة مهمة لما إذا كان جناح الحزب الموالي لترامب سيحافظ على تماسكه، أو ما إذا كان الانقسام سيأخذ منحىً أوسع في السنوات المقبلة.

بغض النظر عن الفائز، فإن مؤتمر الجمهوريين الشباب في ناشفيل هذا الأسبوع يُعد أحد أوضح المؤشرات على احتدام الصراع داخل الحزب، واستعداد الجيل الجديد من القادة لتحديد ملامح الحركة المحافظة في حقبة ما بعد ترامب.

قد يعجبك ايضا