عوائق التطبيع الإسرائيلي السعودي
القضية الحساسة هنا هي موقف محمد بن سلمان من القضية الفلسطينية. فهو ولي العهد وابن خادم الحرمين الشريفين. ورغم قدرته على إجراء تغييرات كبيرة في المملكة وتوجهاتها، إلا أن القضية الفلسطينية تبدو استثناء.
يرى الكاتبان دانييل دو بيتريس وراجان مينون في ناشيونال إنترست، أن السعي الدبلوماسي الأمريكي الحثيث لاستكمال التطبيع بين السعودية وإسرائيل هو جعجعة من دون طحن.
رغم ما يبدو أنه صفقة كبيرة، وفق مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إلا أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل تعيقه مسائل كثيرة ولا يصبّ في مصلحة أمريكا. ومن شروط المملكة القاسية ضمانات أمنية قد تجر رجل أمريكا لصراعات إقليمية لامصلحة لها فيها، ودعم لبرنامج السعودية النووي، وزيادة مبيعات الأسلحة، والمطالبة بضمان حق الفلسطينيين في دولة فلسطينية. وفي المقابل تطلب واشنطن من السعودية أن تنأى بنفسها ومنشآتها العسكرية عن الصين. أما إسرائيل فتطالب أمريكا بردع إيران.
والقضية الحساسة هنا هي موقف محمد بن سلمان من القضية الفلسطينية. فهو ولي العهد وابن خادم الحرمين الشريفين. ورغم قدرته على إجراء تغييرات كبيرة في المملكة وتوجهاتها، إلا أن القضية الفلسطينية تبدو استثناء. ولن يستطيع والده، العاهل السعودي، أن يحذو حذو الإمارات في التطبيع. أما نتنياهو وحكومته المتطرفة فلن يقبلوا بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم لأن حكومتهم قد تنهار سريعا.
وتأتي علاقة المملكة مع الصين. فولي العهد، محمد بن سلمان، لن يفرّط فيها بالطبع. فقد عمل بن سلمان على تعزيز هذه العلاقات منذ عام 2017. والعلاقات التجارية مع الصين تشمل مفاصل عسكرية وتنموية واقتصادية وأمنية وتحقق رؤية ولي العهد والتوازن الاستراتيجي وتدرّ على المملكة أرباحا طائلة.
ويختم الكاتبان بالتساؤل: هل ستخدم أمريكا أمن الدولة (السعودية) التي استغنت عن الولايات المتحدة بسهولة من أجل أسعار النفط والعقوبات على روسيا؟ وتم استخدام عبارة بلاغية في النهاية، وهي كناية عن عدم جدوى العملية الدبلوماسية: عصير التطبيع الإسرائيلي-السعودي لا يستحق عصره.
اقرأ أيضاً:
واشنطن تقود حراكاً سياسياً بين إسرائيل والسعودية بهدف التطبيع