فرنسا تدعم مبادرة سعودية لتسليح الجيش اللبناني تمهيدًا لنزع سلاح حزب الله
أعلنت مصادر دبلوماسية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبدى تأييده لمؤتمرٍ تستضيفه السعودية يهدف إلى دعم قدرات الجيش اللبناني تمهيدًا لخطة لإخضاع سلاح حزب الله لسيطرة الدولة، وهو تحرّك دبلوماسي وعسكري بارز يضيف بعدًا جديدًا للجهود الدولية الهادفة إلى إعادة هيكلة ميزان القوى في لبنان.
وسيجمع المؤتمر، الذي يُتوقع عقده قبل نهاية 2025، دولًا خليجية وغربية وإقليمية وستعرض خلاله دولٌ مانحة تجهيزات ومساعدات تدريبية قد تشمل إمكانيات متقدمة مثل رادارات وأنظمة لوجستية، وفقًا للمصادر.
وتعول باريس على تجاربها السابقة في دعم المؤسسة العسكرية اللبنانية وما جُمِع خلال مؤتمر باريس 2024 من تعهدات بمليارات الدولارات لدعم قدرات لبنان المدنية والعسكرية.
ويأتي التحرّك الفرنسي — السعودي في سياق خطوات أوسع لدعم المؤسسة العسكرية اللبنانية بعد مؤتمر باريس الذي جَمَع حوالى مليار دولار في تشرين الأول/أكتوبر 2024 لتلبية احتياجات إنسانية وعسكرية.
كما أعلن البيت الأبيض مؤخرًا دعمًا لبرامج تقوية قدرات الجيش اللبناني، بينما صادقت واشنطن على حزمة مساعدة أمنية تقدر بنحو 14.2 مليون دولار لتزويد الجيش بقدرات تفكيك مخابئ أسلحة وبنى تحتية عسكرية لمجموعة من الأغراض المتعلقة بنزع أسلحة الميليشيات.
على الصعيد الداخلي اللبناني، أقرت الحكومة خطةً عرضتها قيادة الجيش لفرض سيطرة الدولة على السلاح، وطلبت من المؤسسة العسكرية إعداد خارطة طريق لتنفيذ مراقبة وتجميع الأسلحة غير الحكومية.
وقد أثار ذلك القرار انقسامًا حادًا داخل الطائفة السياسية: غياب مشاركة وزراء شيعة في جلسات المجلس ورفض فصائل موالية لحزب الله للتوقيت والآليات المقترحة.
وأشار استطلاع نشرته جهات لبنانية إلى أن غالبية المواطنين تعارض نزع سلاح حزب الله ما لم تُصاحَب هذه الخطوة بـ«استراتيجية دفاعية» واضحة، فيما يرى كثيرون أن الجيش وحده غير قادر على مواجهة أي عدوان إسرائيلي بمفرده.
وأظهرت النتائج أن نحو 58% يرفضون نزع السلاح دون خطة دفاعية، وأن أكثر من 70% يشككون في قدرة الجيش على المواجهة بمفرده — دلائل على هشاشة التوازن الداخلي وعمق المخاوف الأمنية.
في المقابل فإن ردّ حزب الله كان رفضيًا وصريحًا؛ الحركة اعتبرت أي محاولة تقرّ بدون ضمانات لقاء انسحاب إسرائيلي أو وقف الهجمات «خطًا أحمر» وهاجمت الخطة الحكومية وهددت بتصعيد في حال المساس بترسانتها. تحذيرات مماثلة صدرت أيضًا من قادة محليين يخشون أن يؤدي تنفيذ خطة نزع السلاح إلى توترات داخلية أو مواجهة مفتوحة.