فضائح وأسرار مثيرة عن “بن سلمان” في كتاب “الدم والنفط”
الرياض – خليج 24| أصدر كاتبان أجنبيان مؤخرًا كتاب “الدم والنفط: سعي محمد بن سلمان الشرس للقوة العالمية”، والذي يتحدث عن ولي العهد السعودي.
ويقع الكتاب الذي صدر في مطلع سبتمبر الجاري، في 368 صفحة (متنه حوالي 300)، للمؤلفان Bradley Hope& Justin Scheck.
ويحاولان عبر عشرين فصلا توصيف وتحليل المسار السلطوي لبن سلمان.
مع إيلاء البعد الشخصي اهمية كبيرة في هذا الكتاب دون اغفال تفاعل هذه الشخصية مع تعقيدات البيئة التي تعيش فيها.
ويكاد الكتاب يتمحور حول فكرة واحدة تكررت الاشارة لها مرتين ، وهي عبارة قالها محمد بن سلمان وهي ” قدوتي ميكيافيللي”، ذلك يعني ان الغاية تبرر الوسيلة ، لكن الكتاب يكشف في تفاصيله أن الغاية المعلنة غير الغاية المستبطنة ، فالغاية المعلنة طبقا للأمير هي “الاصلاحات ” لكن الغاية المستبطنة هي ” الجلوس على العرش بأي ثمن”.
يبرر الكاتبان اهتمامها بهذه الشخصية لأنها ” واحدة من اهم الرموز السياسية والتجارية العالمية”، ولكنها ” ما تزال مجهولة” للكثيرين، فهو شخصية ” لا يعرف الكثيرون عن كيفية اتخاذ قراراته ولا آليات صعوده الى السلطة “. ويشير الكاتبان الى ان خيط ” البيزنيس” هو الذي تتبعاه اكثر ليصلوا الى تحديد نمط هذه الشخصية من خلال عملهما مع صحيفة وول استريت جورنال بدءا من عام 2017.
ولتحديد مصادر معلوماتهما يشير الكاتبان انهما اعتمدا على المقيمين في امريكا واوروبا من الذين يخرجون من السعودية ويبوحون بما لديهم من معلومات ، لان البوح في السعودية فيه مخاطرة من ان يكون الشخص قد وقع تحت المراقبة الالكترونية.
ويشير الكاتبان الى ان من الضروري تحليل هذه الشخصية الطموحة (كما يقولان في خاتمة المقدمة ) كما لو أنه مدير تنفيذي لشركة آل سعود، مؤكدان على الكم الكبير من المصادر المختلفة التي جمعا منها المعلومات الواردة في الكتاب.
وبعد التعريف بافراد ال سعود المحيطين بمحمد بن سلمان وافراد العائلة وشخصيات المنطقة ونقاد ولي العهد (خاشوقجي وغيره من النقاد رجالا ونساء) ورجال اعمال …الخ.ينتقل الكاتبان الى التعريف بشجرة العائلة لآل سعود.. ولكن المؤلفين يشيران الى ان ولي العهد ينتمي للجيل “الثالث” من ال سعود ثم يشيران في صفحة منفردة بعد ذلك لقول ابن خلدون ” لم تدم سلالة حاكمة أكثر من ثلاثة أجيال”، وكأنهما يوحيان بنظرة سلبية لمستقبل الحكم السعودي.
مضمون الكتاب:
نظرا لأن الكتاب أقرب للتقرير الصحفي من حيث منهجيته، فان الوقائع وتحليلها يتداخلان دون أي انتظام منهجي، لذا سانقل بكل امانة ما ورد في الكتاب ولكني سأحاول ترتيب الموضوعات بطريقتي منعا للتكرار، وللتخلص من التفاصيل التي لا يؤثر غيابها على جوهر المعلومات الواردة.
اولا : المجتمع السعودي(كما وصفه الكتاب):
يرى الكتاب انه في دولة الغت الرق عام 1962 وتحت ضغط من الرئيس كينيدي، تصبح قضية حقوق الانسان والديمقراطية وغير ذلك من القيم السياسية امرا خارج السياق، وفي دولة تعتمد بشكل كبير على النفط فان اية تغيرات في اسعاره تنعكس بشكل كبير على الدولة ومجتمعها، ويتحدث عن ان عدد امراء ال سعود يصل الى حوالي سبعة الاف امير ومثلهم من الاميرات، ولكل منهم ومنهن “ثروته” كما يتبين من التفاصيل المتناثرة في الكتاب، فمثلا ترك الملك عبدالله لكل واحدة من بناته حوالي مليار دولار ولكل ولد أكثر من 2 مليار دولار..هذا غير المبالغ المودعة في مؤسساته الخيرية وغير الخيرية.
اما الحكام في دول الخليج فيصنفهم الكتاب :بوهابيين في السعودية ،واخوان مسلمين او مساندين لهم في قطر – وميركنتيليون (تجار) بين ال مكتوم في دبي ،وذوي نزعة ديمقراطية الى حد ما في الكويت، ولدبلوماسي الظل والوساطة بين ايران وخصومها في عمان ال قابوس..
وخلال السرد عن ملوك هذه المنطقة وبخاصة السعودية،يظهر أن شخصية الملك سلمان هي الاقل رغبة في تجميع المال قياسا لغيره من الملوك او الامراء ،فسلمان لم يجمع ثروة كغيره حتى ان بعض موظفيه الخاصين انقطعت رواتبهم لاكثر من ستة شهور ، كما انه من بين الملوك الذين عززوا دور الوهابية من جانب ومال نحو تعزيز التعليم من جانب آخر. ثم يتحدث الكتاب عن اولاد سلمان من زوجته سلطانة بنت تركي السديري والتي تعارك ابناؤها مع والدهم عندما ابدى رغبة في الزواج من امرأة اخرى.. كما يستعرض الكتاب ولو بشكل متناثر في صفحات متباعدة عن هواجس ال سعود من بعضهم واحتمالات تجسسهم على بعضهم .
ثانيا شخصية محمد بن سلمان:
كما اشرت في مقدمة العرض ” قدوته ميكافيللي” (ويذكرني ذلك باطروحة ملك المغرب السابق محمد الخامس الجامعية والتي كانت عن ميكافيللي)، ويبدأ الكتاب في اول اشارة الى شخصية محمد بن سلمان في عرض عدم اهتمامه بالقراءة والعلم مقدار اهتمامه بالالعاب الالكترونية ونزوعه المبكر نحو كرسي السلطة.
وتتجلى نزعته السلطوية –طبقا للكتاب- في مظاهر اهمها ( طبقا لما ورد في الكتاب):
أ- ابعاد كل من محمد بن نايف( ولي العهد السابق) ومتعب بن عبدالله( قائد الحرس الوطني السابق واحد الذين توجس منهم محمد بن سلمان المزاحمة على العرش) ثم قلقه من تركي بن عبدالله وتحجيمه كمنافس على السلطة..كل ذلك كان خطوة هامة لتيسير الوصول للسلطة.
ب- غريزة التجسس على كبار الموظفين: فقد تمكن محمد بن سلمان من اختراق شبكة العاملين مع التويجري( في البلاط الملكي) وعرف بما يجري للملك عبدالله وحوله .
ت- لا يتورع عن استخدام العنف مع كبار الموظفين: فقد بلغ الحنق على التويجري حد صفع الملك سلمان للتويجري على وجهه بقوة جعلت الصفعة مسموعة في ارجاء ممرات المستشفى، بينما بصق محمد بن سلمان على وجه شخصية هامة.
ث- تناقضه في فهم الاصلاح : ففي الوقت الذي يدعو فيه لتحرر المرأة (ولو في اطار ضيق) فان حدود الحرية لديه لا يصل الى الحرية السياسية والفكرية ، فهو مثلا الاقسى على الشيعة( كما ظهر من اعدام الشيخ نمر النمر لنقده العائلة) وهو تطبيق لمقولته بأن من يحاول مسائلة العائلة الحاكمة سيكون ” رأسه هو الثمن”.
ج- احتكاره للتواصل مع الزعماء او الشخصيات الخارجية ومحاولة التضييق على تواصل المسؤولين الآخرين معهم، ومن امثلة ذلك ( وهي عديدة) أنه عرض خطة 2030 على بيترايوس( القائد العسكري الامريكي من 2008- 2010 في الشرق الاوسط) ولكنه افسد على بيترايوس سعيه لمقابلة ولي العهد – حينها- محمد بن نايف ، بل انه لا يتورع عن شغل كل المناصب بغض النظر عن معرفته بها، فهو وزير دفاع، ورئيس مجلس شؤون التنمية والاقتصاد بعد ستة ايام من تولي والده السلطة ، وبعد شهرين وضع يده على ارامكو..ثم نائبا لولي العهد على حساب مقرن، ثم وليا للعهد على حساب بن نايف.
ح- العزوف عن التقليد القديم في الدبلوماسية السعودية وهي استشارة الحلفاء: فقد اشارالفصل الثاني من الكتاب الى أن القرار السعودي كان يأتي دائما بعد القرار الأمريكي ولا يسبقه- أي ينتظرون القرار الامريكي في أي شأن ليتبعوه، لكن هذا المشهد تغير مع محمد بن سلمان بعد توليه وزارة الدفاع، ودليل ذلك هو أن حرب اليمن جاءت مفاجئة تماما لواشنطن( حسب الكتاب)، وزاد المفاجأة حدة بوعد محمد بن سلمان ان الحرب لن تدوم اكثر من شهرين رغم ان اليمن بظروفها السكانية والجغرافية شكلت كابوسا لكل قوة اجنبية غازية لها. وبدأت الولايات المتحدة في مساندة الحرب من خلال التقارير الاستخبارية للقوات السعودية ، وتنبه الامريكيون الى نقطة مهمة تفسر طول مدة الحرب وهي ان السعوديين يمتلكون اسلحة متطورة لكن تنقصهم خبرة استخدامها وهو ما ظهر في مشاكل التواصل بين الطيارين السعوديين وقواعدهم الارضية.
خ- بعض مظاهر عدم التوازن: رغم تاكيده على التكنولوجيا فانه لا يحب العلم، وهو ما يتضح في ما نقله الكتاب عن والده الملك سلمان حين قال له ابنه محمد: اريد ان افتح متجرا، فقال الوالد ” في الاول اكمل دراستك( وهي عبارة تعكس صورة مختزنة للوالد عن ابنه)، ونقل عنه بعض الامراء الكويتيين انه يريد ان يصبح اغنى من الوليد بن طلال..وبعد سلسلة وفيات في اقارب وابناء سلمان التحق محمد بجامعة الملك سعود، وابدى اهتمامه بالاسكندر الكبير..واتجه نحوالدخول في مشاريع وشراء اراضي ، وتعرض لهزات مالية وحامت حوله شبهات زمن الملك عبدالله، أي انه ( ميكيافيللي+ الاسكندر الاكبر(المقدوني)+ الوليد بن طلال+ بعض شبهات فساد ويعتقل الأخرون بسبب الفساد ، ويريد ان يكون مثل الوليد بن طلال لكنه يضعه في السجن رغم ان الكتاب يشير الى تاثير الوليد بن طلال عليه في فكرة الاصلاحات.
د- يواري عداءه للتيارات الدينية كافة بالتركيز على المتطرفين منهم : ولعل ما يسرده الكتاب عن موقفه من سلمان العودة ، وكيف شعر العودة بالاستفزاز عندما قال الامير ان قدوته هو” ميكيافيللي”، ثم موقفه من الاخوان المسلمين وتاييده للانقلاب على محمد مرسي في مصر وقلقه من الحركات الشيعية في مناطق مختلفة وعدم اكتراثه بالتراث الوهابي….الخ.
ذ- صورته لدى قطاع من الشعب السعودي تعكسها بعض القابه المتداولة مثل الدب الداشر( لأن لحيته تمتد حتى اسفل عنقه)، ومثل لقب ابو رصاصة، وسبب هذا اللقب ان مسؤولا سعوديا في مصلحة الأراضي لم يزوده بعنوان قطعة ارض فارسل له رصاصة(كتهديد).
ر- الغرائزية: يسرد الكتاب قصصا عن رحلات مع الاصدقاء لجزر المالديف برفقة حوالي 150 حسناء جرى فحصهن خوفا من الامراض الجنسية، وعند المغادرة منح عمال الفندق وعددهم حوالي 300(ثلاثمائة) خمسة آلاف دولار لكل واحد من العمال.
ز- تركيزه على الشباب: لأن 60 % من السكان دون الثلاثين( وفي موضع آخر من الكتاب ورد ان النسبة 70% )، جعل اصلاحاته تستهدف استقطاب الشباب حوله خلال معركة السلطة، وكانت الانترنت احد وسائل الاستقطاب، لكنه وظف هذه ايضا لتتبع منتقديه مستفيدا من التكنولوجيا الاسرائيلية في هذا المجال بخاصة في التويتر وبخاصة من كان يسمي نفسه ” مجتهد” والذي وصل له وعرف حسابه عبر وسائل مختلفة داخل تويتر، وهو نفس ما جرى مع عمر عبد العزيز…ثم يتناول تجنيد سعود القحطاني في اطار التجسس على الخصوم ثم انتقل الامر لتوظيف وزارة التربية لتؤدي بعض هذا الامر.وكيف تم تجنيد خبراء لعمل حسابات مزورة وكأنهم شباب سعودي على التويتر لمدح محمد بن سلمان. وبالمقابل استأجر تركي بن عبدالله جهات اخرى لتمارس نفس الاسلوب ولكن لمهاجمة وانتقاد محمد بن سلمان. واورد الكتاب رسالة نشرت على التوتير وفي الغارديان البريطانية من احد افراد ال سعود فيها نقد قاسي لولي العهد ودعوة لاجتماع كبار العائلة وصغارها لاختيار ملك بدلا من بلاد يقودها ” مجانين احداث”.
س- بعض الانطباعات الامريكية عنه سلبية، فالكتاب يشير الى كيفية غواية الامريكيين له في مجال المشاريع والاصلاحات والتكنولوجيا، وبعد ان يتم الاغواء يقول احدهم _فيما بينهم_( انه لا يعرف خطوته القادمة).
ش- موقفه السلبي من أوباما: يورد الكتاب انه قال لجون كيري ان اوباما اخطأ ثلاث مرات: الاول التخلي عن حسني مبارك، والثاني عدم التخدل ضد سوريا عند ” استخدامها ” الكيماوي- و الثالث الاتفاق النووي مع ايران رغم ان والده- الملك سلمان – ابدى تأييده للاتفاق بهدف عدم ظهور الحلفاء على خلاف.
الموضوعات الاخرى في الكتاب:
في تقديري ان اغلب ما تبقى من الكتاب هو اعادة لوقائع جرى تغطيتها في حينها، مثلا حادثة الرافعة التابعة لشركة بن لادن، احتجاز الحريري الذي كان محظيا زمن الملك عبدالله( ويشير الكتاب الى توبيخه وربما ضربه..وتدخل الرئيس الفرنسي من اجله ومن اجل اسرته التي كان من المحتمل استخدامها كرهينة، وعلاقاته الوثيقة مع محمد بن زايد وملابسات العلاقة بينه وبين سعد الجبري بخاصة ما نقله بن زايد عن ان الجبري على صلة بالاخوان المسلمين ثم معارضة الجبري لحرب اليمن..
ويتناول الكتاب موضوعات اخرى مثل:
1-توظيف زيارة ترامب للرياض لدعم موقفه في سباق العرش مع محمد بن نايف(وهي اول زيارة خارجية لترامب كرئيس) مع ان ترامب زار السعودية سابقا واقام بعض العلاقة مع العائلة المالكة ومع بعض افراد عائلة بن لادن.وقال ترامب مرة ان العرب يستمتعون بانفاق الملايين في كازينوهاته، كما انه باع احد فنادقه للوليد بن طلال عام 1995 وبعدها بسنوات ثلاث اشترى يختا من عدنان خاشوقجي خال جمال خاشوقجي وتاجر السلاح المعروف.
2– الخلاف مع قطر التي حاولت ان تأخذ دورا يغطي الدور السعودي من خلال الجزيرة ودعم الاخوان المسلمين، كما ان القاعدة العسكرية الامريكية في قطر تتحمل كل نفقاتها قطر- ويتناول الكتاب التسريب الاعلامي في وكالة الانباء القطرية والذي قام به مرتزقة روس لحساب السعودية والامارات وزعموا فيه ان وكالة الانباء القطرية نشرت ان ايران دولة اقليمية مهمة وكانت الرغبة وراء هذا التسريب ” المزور” هي الرغبة في تشويه العلاقة الامريكية القطرية. وهو ما أوصل الامر الى حد التفكير بالعمل العسكري ضد قطر اذا لم يتم ضبط قناة الجزيرة-
3- التركيز على مؤهلات وشخصية محمد بن نايف ثم عزله وسجنه مع انه حسب قول مسؤول امريكي الاكثر تاييدا للولايات المتحدة بين المصطفين لأخذ دورهم في العرش. لكن شائعات وصلت لواشنطن عن ممارسته الجنس مع رجال ونساء في انحاء مختلفة من العالم
4- ينقل الكتاب فكرة عن أن هيئة البيعة هي استشارة امريكية وبطلب من الملك عبدالله زمن جورج بوش ، وهو ما تم عام 2006.
5- الاشارة الى أن ثلاثة من هيئة البيعة وقفوا ضد بن سلمان احدهم هو احمد بن عبد العزيز الاخ الاصغر لسلمان
6- الضغط على بن نايف للاستقالة، وتهديده بفضح حياته الشخصية، لكنه بقي متمسك برفضه، ويقود فريق التهديد تركي ال الشيخ، لكنه تحت الضغط وافق على عدم توقيع استقالته بل سيعلنها شفويا. وخلال خروجه ظهر بن سلمان وبدأ تصوير الفيلم الذي شاهده الجميع…
7- الاعتقالات في فندق ريتز كارليتون: حيث تم تجميع المتنفذين في فندق ريتز كارلتون…بدء من تركي بن عبدالله ، وان الدافع لذلك هو حقد بن سلمان على الملك عبدالله الذي خفض من مخصصات الامراء ، وظهر ذلك في طريقة التعامل مع الامير متعب واجباره على اعادة الاراضي والاموال وتوسله لبن سلمان بالقول ” خذ اموالي واتركني وحدي”.
8- سرد تفصيلي لعلاقة آل الحريري مع السعودية منذ 1964_ والحصول على الجنسية السعودية وشراء شركة Oger الفرنسية ، ولكن الكتاب يشير الى ان احد اسباب التصرف الخشن مع سعد الحريري هو علاقات سعد الحريري مع التويجري وغيره من اركان البلاط الملكي زمن الملك عبدالله( ويزعم الكتاب انه في عامي 2013 و2014 دفع سعد الحريري 16 مليون دولار لعارضة ازياء مقابل علاقة جنسية.
ويقول الكتاب أن بن سلمان يريد من الحريري مقابل خدمات السعودية له ولوالده تحديدا الوقوف في وجه ايران وحزب الله.كما أن الحريري خذله في فترة انخفاض البترول وتخفيض الرواتب والحوافز للموظفين في شركته بخاصة من الفرنسيين. والتلميح بان السعودية لا تفي بالتزاماتها المالية لشركة اوغر، كما ان صلات الحريري باولاد عبد الله اثارت بن سلمان،وهناك اتهام للحريري بتهريب اموال التويجري للخارج، كما ان اللمك عبدالله اعطى رفيق الحريري مليار دولار كقرض ثم سامحه فيه.
9- تفاصيل حول علاقات ثنائية مثل اعتقال سلمان بن عبد العزيز( بسبب فواتير كهرباء) ثم اعتقال الاب لأنه اتصل يسأل عن ابنه، وحكايات عن اخته حصه اثناء اقامتها في باريس، وقضية لجين الهذلول( ناشطة في مجال حقوق الانسان) وطلاقها من زوجها، والخلاف مع كندا حول حقوق الأنسان، ثم موقف الامير احمد بن عبالعزيز( المفترض انه رئيس هيئة البيعة ) وهو القائل ” ان الحرب في اليمن ليست مسؤولية ال سعود بل الملك وابنه، ويزعم الكتاب ان الامير احمد نزع صورة الملك وولي العهد عن جدران مكتبه، وان الامير احمد تلقى شكاوي من بن نايف عن تجريده من امواله وعجزه عن استمرار معالجة زوجته من السرطان وانتهى الامر باعتقال احمد..ثم اعتقال فيصل بن عبدالله لانه اشتكى للملك سلمان من معاملة احمد بن عبد العزيز
ويتناول الكتاب قضية الامير سلطان بن تركي الذي انتقد تقديم الاموال لعائلة الحريري(الفاسدة؟ ) وواصل نقد بعض تصرفات العائلة،وقد تم تخديره في جنيف ونقله للرياض بعد ان رفض دعوة للعودة للرياض عام 2003.وبعد ان رفض بن سلمان تعويضه عن ما اصابه خلال الخطف، رفع عام 2015 دعوة قضائية على الحكومة السعودية في جنيف. وبلغت ظروفه المادية حدا بحث معه الفندق الذي يقيم فيه احتمال طرده من الفندق ، فقام بارسال رسالة مجهولة التوقيع وتم نشرها في صحيفة الغارديان تكيل التهم لبن سلمان بانه ” حول 2 مليار من صندوق الدولة الى حسابه في بنك خاص الى جانب سرقة اموال النفط”..والغريب ان الرسالة فعلت فعلها فتم تحويل 2 مليون دولار لحساب سلطان.، وفي مرة اخرى بعد خروج سلطان تم اختطافه مرة اخرى بايهامه بان الطائرة ستذهب الى القاهرة، ولكنها ذهبت للرياض ولم يره احد بعدها..وقد تم كل ذلك بتدبير من سعود القحطاني…كما يقول الكتاب.
اخيرا مشروع نيوم، وموضوع ارامكو، والحديث عن قيمة ارامكو بين 2 الى 2.3 تريليون دولار، مع اشارة لعدم اهتمام المستشارين الاجانب بالمشروعات السعودية لان ما يهمهم هو ” ريع الاستشارات” التي يقدمونها، وتشير الدراسة الى انه بين 2009 الى 2016 تراجعت الاستثمارات الخارجية في السعودية بنسبة 85% وبعد ان كانت الدولة العاشرة في سهولة الاستثمار عام 2011 اصبحت في المرتبة 82 عام 2016
نقد الكتاب:
تقديري ان 85% من الوقائع الهامة لا تشتمل على أي توثيق، وعليه فهي متروكة للقارئ ليحكم عليها وعلى مدى صدقها ، كما ان بعض الاستنتاجات تأخذ طابعا عاما بل وأحيانا مبنية على وقائع ذات دلالة ” ضيقة”…لكن بعضا منها اصبح لا مجال للشك فيه…