فنلندا تحقق في تورط أسطول الظل الروسي في قطع كابل جديد في بحر البلطيق
فتحت فنلندا تحقيقا جنائيا في احتمال تورط ما يسمى بالأسطول الظلي الروسي في قطع كابل كهرباء تحت البحر بين فنلندا وإستونيا في يوم عيد الميلاد.
ووصف رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو، أسطول الظل بأنه “تهديد ضخم”.
يشير الأسطول، المعروف أيضًا باسم السفن الشبح، إلى مجموعة من السفن القديمة التي تتاجر بالوقود الروسي الخاضع للعقوبات خلف هياكل ملكية غامضة، مما يشكل تهديدًا لأعضاء حلف شمال الأطلسي وكذلك للبيئة البحرية.
وبالإضافة إلى كابل الطاقة المكسور، تعطلت أربعة كابلات اتصالات: ثلاثة بين فنلندا وإستونيا، وواحد بين فنلندا وألمانيا. وقالت هلسنكي إن ثلاثة من هذه الكابلات معطلة تماما.
وفي أعقاب الحادث، أوقفت الشرطة وحرس الحدود الفنلنديون ناقلة النفط “إيجل إس”، التي كانت ترفع علم جزر كوك، وفرضوا حظرا على الطيران لمسافة ثلاثة كيلومترات حول المنطقة.
وذكرت وسائل إعلام فنلندية أن ناقلة النفط تباطأت بشكل كبير لحظة وقوع الحادث.
وقال قائد الشرطة إيلكا كوسكيماكي “هناك سبب للاشتباه في أن هذه السفينة تسببت في أضرار لكابل شبكة كهرباء إستلينك”.
وصرح المدير العام للجمارك الفنلندية سامي راكشيت إن “الافتراض في الوقت الراهن هو أن الأمر يتعلق بسفينة تابعة لأسطول الظل الروسي”.
وقال راكشيت إن الناقلة كانت تحمل 35 ألف طن من البنزين الخالي من الرصاص، وقد تم تحميلها في موانئ روسية. وكانت السفينة قد أبحرت في وقت سابق بالقرب من تركيا والهند.
وأضاف راكشيت أنه تم فتح تحقيق أولي في “مخالفة تنظيمية خطيرة” وسيتم احتجاز الشحنة.
ووصفت المفوضية الأوروبية الحادث بأنه “الأحدث في سلسلة من الهجمات المشتبه بها على البنية التحتية الحيوية”.
وقالت المفوضية إن “السفينة المشتبه بها هي جزء من أسطول الظل الروسي، الذي يهدد الأمن والبيئة، في حين يمول ميزانية الحرب الروسية. وسوف نقترح تدابير أخرى، بما في ذلك العقوبات، لاستهداف هذا الأسطول”.
وقال روبين لاردوت، رئيس الشرطة الجنائية الوطنية الفنلندية، إنه تم تقديم تقرير جنائي بتهمة التخريب المشدد، وأن السلطات ستحتاج إلى إجراء تحقيق شامل في قاع البحر.
وبحسب الشرطة فإن التحقيق لا يزال في مراحله الأولى، وتم تعيين مدع عام للقضية.
وصنفت قائمة لويدز البريطانية المتخصصة في تحليل حركة الملاحة البحرية، سفينة إيجل إس على أنها جزء من أسطول الظل الروسي.
وفي مؤتمر صحفي لاحق ، قال رئيس الوزراء أوربو إن “هناك حاجة إلى المزيد من الوسائل لوقف الأساطيل الخفية”.
وأكد على الحاجة إلى تعزيز التعاون بين دول البلطيق، وكذلك مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وقال أوربو إن “كل شيء هو نتيجة لحرب العدوان التي شنها [الزعيم الروسي فلاديمير] بوتن وروسيا في أوكرانيا وتمويلها بالأسطول الظل”.
وقال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب في منشور على موقع “إكس” إنه تلقى إحاطة بشأن الأمر من الشرطة وحرس الحدود. وكتب: “يجب مواجهة المخاطر التي تشكلها السفن التابعة للأسطول الروسي”.
ويأتي هذا الحادث في أعقاب عدة انقطاعات في بحر البلطيق في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك كابل إنترنت مكسور بين فنلندا وألمانيا، وآخر بين فنلندا والسويد.