قطر تخطط لكبح الاستثمارات الفرنسية المستقبلية وسط “حملة شعواء” ضد رئيس باريس سان جيرمان

تخطط دولة قطر لكبح الاستثمارات الفرنسية المستقبلية وسط “حملة شعواء” ضد رئيس باريس سان جيرمان ناصر الخليفي الذي يخضع لتحقيق رسمي مجددا، لكن باريس تنفي أن يكون لذلك تأثير على خطط الدوحة في فرنسا.

تعتقد قطر أنها تتعرض لحملة “مطاردة ساحرات” في فرنسا، ومن المقرر أن تنسحب من الاستثمارات المستقبلية في البلاد، بحسب ما قاله مسؤول مقرب من الحكومة في الدوحة لصحيفة بوليتيكو.

وقد بلغت التوترات بين البلدين ذروتها في الأيام الأخيرة بعد أن خضع ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم المملوك لأغلبية قطر، للتحقيق الرسمي من قبل المدعين الماليين الأسبوع الماضي بتهمة “التواطؤ في شراء الأصوات وتقويض حرية التصويت”.

وأكد مسؤول قضائي فرنسي أن الخليفي يخضع للتحقيق، وكانت وكالة الصحافة الفرنسية أول من أورد الخبر الخميس.

وكان الخليفي موضوع تحقيقات جنائية متعددة في فرنسا، ولم تسفر أي منها عن إدانة، وقد أكد مرارا وتكرارا براءته.

وقال المسؤول المقرب من الحكومة القطرية، الذي تم منحه عدم الكشف عن هويته لمناقشة التحقيق الحساس: “هناك حملة شعواء ضد الشركات والأفراد القطريين، مع اعتبار ناصر الخليفي بمثابة صاعق البرق”.

لكن مستشار وزير التجارة الفرنسي لوران سان مارتن نفى أن تكون قطر تتطلع إلى تقليص استثماراتها في فرنسا.

وقال المستشار إن “الاستثمارات الأخيرة التي أعلنت عنها قطر يجري تنفيذها والمناقشات جارية بشأن مشاريع جديدة”، مشيرا إلى تعهد باستثمار 10 مليارات يورو إضافية في فرنسا قدمه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني خلال اجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العام الماضي.

ويتعلق أحدث تحقيق في قضية الخليفي، الذي يتولى رئاسة باريس سان جيرمان منذ عام 2011 وهو أيضا عضو في مجلس إدارة صندوق الثروة السيادية القطري ــ هيئة قطر للاستثمار ــ بتحقيق في مجموعة لاغاردير الإعلامية الفرنسية.

وهيئة قطر للاستثمار هي مساهم في لاغاردير ويعتقد المحققون أن الخليفي ربما استخدم نفوذه للتأثير على موقف صندوق الثروة السيادية خلال تصويت مثير للجدل على حوكمة المجموعة.

وُضع الخليفي قيد التحقيق الرسمي بتهمة “الفساد النشط” في قضية منفصلة في عام 2019، لكن قرار السلطات القضائية ألغي بعد أربع سنوات من قبل المحكمة العليا الفرنسية.

وتنظر الشرطة أيضًا في اتهامات وجهها أحد جماعات الضغط الفرنسية الجزائرية الذي قال إنه اختطف واحتجز لمدة ستة أشهر في قطر، وخلال هذه الفترة تم استجوابه بشأن حيازته لوثائق تحتوي على معلومات خاصة عن الخليفي، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس . وقد تمت مداهمة منزل رئيس باريس سان جيرمان في صيف عام 2023 فيما يتعلق بهذه القضية.

ولا ينبغي أن يؤثر إحجام قطر عن الاستثمار في فرنسا في المستقبل على ملكيتها للأغلبية في نادي كرة القدم الفرنسي الأول. ففي عام 2012، أصبح صندوق الاستثمار القطري للاستثمارات الرياضية المالك الوحيد للنادي. وباع حصة 12.5% لشركة الاستثمار الأميركية أركتوس بارتنرز في عام 2023.

قد يعجبك ايضا