منظمة الصحة العالمية توصي بتدابير وقائية ضد متلازمة الشرق الأوسط التنفسية
أوصت منظمة الصحة العالمية بتطبيق تدابير مستهدفة للوقاية من العدوى ومكافحتها، وذلك بعد تسجيل تسع حالات إصابة جديدة بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في المملكة العربية السعودية، مما أسفر عن وفاة شخصين. وتأتي هذه التوصية بعد إعلان وزارة الصحة السعودية عن الحالات بين الأول من مارس و21 أبريل 2025.
ووفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، تم تحديد مجموعة من سبع حالات في العاصمة الرياض، تشمل ستة من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين أصيبوا بالعدوى أثناء تقديمهم الرعاية لأحد المرضى المصابين. وقد نبهت المنظمة إلى أن هذه الحالات لم تغير من تقييمها العام للمخاطر التي لا تزال معتدلة على المستويين العالمي والإقليمي.
خطر الفيروس وانتقاله
تعتبر متلازمة الشرق الأوسط التنفسية مرضًا تنفسيًا يسببه فيروس كورونا، وينتقل عادة من الإبل العربية، التي تعد العائل الطبيعي للفيروس، إلى البشر من خلال الاتصال المباشر أو غير المباشر مع الإبل. كما يمكن أن ينتقل الفيروس بين البشر عبر الجزيئات التنفسية المعدية، خاصة عند التفاعل عن قرب أو من خلال الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن معدل الوفيات بين الحالات المؤكدة بالفيروس يصل إلى نحو 36%، لكن هذا الرقم قد يكون مبالغًا فيه، حيث أن حالات الإصابة الخفيفة غالبًا ما تكون غير مكتشفة أو غير مُبلغ عنها.
تدابير الوقاية السعودية
أكدت المنظمة أن وزارة الصحة السعودية قد اتخذت عدة تدابير لمكافحة العدوى ومنع انتشار الفيروس، بما في ذلك المراقبة المستمرة، إجراء الفحوصات الصحية الدقيقة، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي الصحي بين السكان حول سبل الوقاية. وأضافت المنظمة أن هذه الإجراءات تتماشى مع الخطط الوطنية لاحتواء انتشار الفيروس، حيث تركز على الحماية في المرافق الصحية، التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الإصابات بين العاملين في هذا القطاع.
وحتى تاريخ 21 أبريل 2025، تم الإبلاغ عن 2627 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية على مستوى العالم، بما في ذلك 946 حالة وفاة مرتبطة بالفيروس. وتظل دول شبه الجزيرة العربية، وبشكل خاص المملكة العربية السعودية، هي الأكثر تأثرا بالفيروس، حيث تم تسجيل 2218 حالة إصابة و865 حالة وفاة مرتبطة بالفيروس في السعودية وحدها.
توصيات منظمة الصحة العالمية
وفي إطار التصدي لهذه الحالات، أكدت منظمة الصحة العالمية أنها لا توصي بإجراء فحوصات خاصة عند نقاط الدخول، كما أنها لا تنصح حاليًا بفرض أي قيود على السفر أو التجارة. وأضافت المنظمة أن تقييمها للمخاطر يظل كما هو، وأن الوضع لا يتطلب تغييرات جذرية في سياسات السفر، إلا في حالة حدوث تفشيات جديدة قد تستدعي اتخاذ إجراءات إضافية.
ورغم المخاوف المستمرة بشأن انتشار فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، تظل التوقعات العامة معتدلة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وتواصل المملكة العربية السعودية جهودها لمكافحة الفيروس عبر تطبيق إجراءات وقائية مشددة، بينما تواصل المنظمة متابعة الوضع عن كثب وتقديم التوجيهات اللازمة لحماية الصحة العامة على الصعيدين المحلي والدولي.