واشنطن توقف تأشيرات الزيارة لسكان غزة وسط جدل داخلي وضغوط يمينية
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، عن وقف جميع تأشيرات الزيارة الممنوحة لسكان قطاع غزة، في إطار مراجعة شاملة لبرنامج التأشيرات الإنسانية الطبية الذي استفاد منه عشرات الجرحى الفلسطينيين خلال الأشهر الماضية.
وجاء في بيان نشرته الوزارة عبر منصة X: “سيتم إيقاف جميع تأشيرات الزيارة للأفراد من غزة بينما نقوم بمراجعة كاملة وشاملة للعملية والإجراءات المستخدمة لإصدار عدد صغير من التأشيرات الطبية الإنسانية المؤقتة في الأيام الأخيرة”.
القرار يعني تجميد الرحلات الطبية التي نظمتها منظمات إنسانية أمريكية ودولية لإجلاء الجرحى – وخصوصًا الأطفال – من القطاع المحاصر، ونقلهم إلى مستشفيات أمريكية لتلقي العلاج.
دور لورا لومر في القرار
اللافت أن لورا لومر، المعلقة اليمينية المتشددة وحليفة حملة “اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى”، نسبت الفضل لنفسها في هذه الخطوة.
ففي سلسلة منشورات عبر حسابها، زعمت أنها كشفت عن رحلات جوية تقل فلسطينيين من غزة إلى الولايات المتحدة عبر منظمة HEAL فلسطين، التي ساعدت على إجلاء 148 شخصًا، بينهم 63 طفلاً مصابًا، لتلقي الرعاية الطبية.
وكتبت لومر محذرة: “علينا إغلاق هذا البرنامج البغيض فورًا قبل أن يخرج أحد الغزاويين عن القانون ويهدد حياة الأمريكيين لصالح حماس”.
وقد أثارت تصريحاتها تفاعلًا سريعًا من بعض النواب الجمهوريين الموالين لإسرائيل.
تفاعل سياسي داخل الولايات المتحدة
النائب الجمهوري تشيب روي (تكساس) كتب الجمعة أنه “قلق للغاية” بشأن الرحلات الجوية المتجهة إلى ولايته والتي “يُزعم أنها محملة بأشخاص من غزة”، فيما أرجع النائب راندي فاين (فلوريدا) قرار وزارة الخارجية مباشرة إلى ضغوط لومر.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة انتقادات دولية متزايدة بسبب دعمها المستمر لإسرائيل، رغم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
ففي حين اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوجود “أزمة إنسانية خطيرة” في القطاع، إلا أن إدارته لم تُبدِ أي استعداد للتراجع عن دعمها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
بل على العكس، فرضت وزارة الخارجية الشهر الماضي عقوبات على قيادات في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، بينما عززت علاقاتها السياسية والأمنية مع إسرائيل.
انقسام بين الاعتبارات الإنسانية والسياسية
القرار الأمريكي يسلط الضوء على التناقض بين الاعتبارات الإنسانية والاعتبارات السياسية الداخلية. ففي الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات الدولية المطالبة بإغاثة سكان غزة، يبدو أن الضغوط من الجناح اليميني داخل الحزب الجمهوري لعبت دورًا محوريًا في تعليق برنامج التأشيرات، الذي كان يُعد طوق نجاة لعشرات العائلات الفلسطينية. وتعليق برنامج التأشيرات يعكس توترًا بين الالتزامات الإنسانية الأمريكية وضغوط السياسة الداخلية، فيما يبقى ضحايا غزة من الأطفال والجرحى الحلقة الأضعف في هذا الصراع السياسي والإعلامي.