وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أمام اختبار اقتصادي أصعب مع بداية تباطؤ الأسواق

نجح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في تثبيت موقعه كأحد أكثر الشخصيات نفوذًا في إدارة الرئيس دونالد ترامب، بعد أن تمكن من تجاوز عواصف متكررة هزّت الأسواق خلال الشهور الماضية، شملت الحروب التجارية، والتوترات مع بنك الاحتياطي الفيدرالي، والصراعات مع مسؤولين كبار داخل البيت الأبيض. لكن المؤشرات الحالية على تباطؤ الاقتصاد الأميركي تضع بيسنت أمام اختبار غير مسبوق.

وطوال ثمانية أشهر من ولاية ترامب الثانية، اكتسب بيسنت مصداقية قوية لدى وول ستريت، إذ ارتفعت الأسهم إلى مستويات قياسية رغم تراجع أرباح الشركات بفعل الرسوم الجمركية. الأسواق رأت فيه “قوة تهدئة”، بحسب سكوت رين، كبير استراتيجيي الأسواق في ويلز فارجو.

لكن الصورة بدأت تتغير: سوق العمل يظهر علامات فقدان الزخم والتضخم يعاود الارتفاع فيما القطاع العقاري متجمد بفعل أسعار الفائدة المرتفعة للرهن العقاري، إلى جانب عجز الموازنة المتفاقم يزيد الضغط على الدين الحكومي.

ويرى محللون أن أي تراجع حاد في الأسواق أو تباطؤ اقتصادي أعمق قد يضع بيسنت في مواجهة التحدي الأكبر لمسيرته.

علاقة خاصة مع ترامب

يقول مقربون من الإدارة إن سر نجاح بيسنت يكمن في علاقته المباشرة مع الرئيس. على عكس كثير من مستشاري ترامب، يُنظر إلى بيسنت على أنه يقدم تحليلات صادقة لنتائج السياسات المقترحة. أحد المصادر وصف دوره قائلاً: “ترامب لا يريد أن يُقال له لا، لكن بيسنت يجيد أن يقول له ليس نعم”.

تجلت هذه الثقة عندما أقنع بيسنت ترامب بالتراجع عن خطط لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، محذرًا من انعكاسات مدمرة على الأسواق. كما عُيّن لاحقًا كأحد أبرز المفاوضين التجاريين للرئيس، بعد أن ساعدت نصائحه في تهدئة التوترات التي سببتها خطة رسوم جمركية شاملة.

ورغم صورته كرجل هادئ، واجه بيسنت لحظات جدلية. فقد ذكرت تقارير أن خلافًا حادًا نشب بينه وبين بيل بولت، مسؤول تمويل الإسكان، وصل إلى حد تهديده باللكم خلال عشاء خاص. لكن هذه الواقعة لم تضعف موقعه داخل الإدارة، بل عززت صورته كشخص قادر على الصمود في وجه خصومه.

الأسواق ليست ضمانًا دائمًا

حتى الآن، ساعدته طفرة الذكاء الاصطناعي على دفع الأسهم إلى مستويات قياسية، كما نجح في الحفاظ على استقرار عوائد السندات الحكومية رغم تنامي الدين الفيدرالي. لكن محللين مثل فينسنت راينهارت من بنك نيويورك يحذرون: “لا ينبغي لصناع السياسات أن ينسبوا الفضل لارتفاع الأسهم، فقد يتغير الوضع في غضون أسبوعين فقط”.

ورغم التحديات، يرى مقربون من الإدارة أن بيسنت لا يزال من أكثر المسؤولين احترامًا داخل البيت الأبيض. مصدر بارز وصفه بالقول: “سكوت من أكثر أعضاء الإدارة احترامًا. انتهى الكلام”.

ومع تزايد القلق من تباطؤ الاقتصاد، يبدو أن مكانة بيسنت كصوت أساسي في توجيه الأسواق والتأثير على قرارات ترامب ستتعزز أكثر، لكنه سيكون أيضًا في الخط الأمامي إذا تحولت المؤشرات الحالية إلى أزمة مالية شاملة.

قد يعجبك ايضا