اتجعل فيها من يفسد.. رد الملائكة على الله سبحانه وتعالى حول خلق الإنسان
حوار بسيط دار بين الله سبحانه وتعالى والملائكة عندما قرر رب العزة أن يكون هناك من يخلفه في عمارة الأرض، حيث قرر الله خلافة الإنسان له، وطالب الملائكة بالسجود له.
أولا: بالتأكد خلق الملائكة كان سابقا على خلق آدم عليه السلام.
فقد أخبرنا الله تعالى في العديد من المواضيع من كتابه العزيز أنه أعلم الملائكة بأنه سيخلق بشرا من طين.
ثم أمرهم بالسجود له حين يتم خلقه، وذلك دليل واضح على أن الملائكة كانوا موجودين قبل خلق البشر.
يقول الله تعالى : ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) ص/71-72
ثانيا: حيث قال رب العزة سبحانه وتعالى في سورة البقرة عن حواره مع الملائكة قبل خلق آدم.
وذلك دليل واضح أيضا على وجود الملائك قبل آدم عليه السلام.
قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) البقرة/30
ولكن كيف عرفت الملائكة أن الخليفة الجديد في الأرض سيفسد فيها ويسفك الدماء؟
اختلف في ذلك أهل العلم على أقوال:
القول الأول: أنهم علموا ذلك بإعلام الله سبحانه وتعالى لهم، وإن كان ذلك لم يذكر في السياق.
قاله ابن مسعود وابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وابن زيد وابن قتيبة.
كما في “زاد المسير” لابن الجوزي (1/60)، وهو قول أكثر المفسرين كما قاله ابن تيمية في “مجموع الفتاوى” (7/382)
يقول ابن القيم رحمه الله: ” وفي هذا دلالة على أن الله قد كان أعلمهم أن بني آدم سيفسدون في الأرض، وإلا فكيف كانوا يقولون ما لا يعلمون”.
وأضاف: “والله تعالى يقول وقوله الحق (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ).
والملائكة لا تقول ولا تعمل إلا بما تؤمر به لا غير ، قال الله تعالى (ويفعلون ما يؤمرون)” انتهى. “مفتاح دار السعادة” (1/12).