“جنيف” يدعو مصر لتدابير حماية للأفارقة وعقاب المتورطين بالاعتداء عليهم
جنيف – رويترد عربي| قال مجلس “جنيف” للحقوق والحريات إنه يتابع بقلق تكرار حوادث العنف والتمييز ضد اللاجئين الأفارقة في مصر، بما في ذلك من فئات مجتمعية.
وطالب المجلس في بيان السلطات المصرية باتخاذ تدابير جدية لوقف هذه الاعتداءات العنصرية ومعاقبة المتورطين فيها وحماية ضحاياها.
وقال “جنيف” إنّ أحدث واقعة رصدها للاعتداء على لاجئين أفارقة في مصر كانت يوم السبت 29 أبريل الماضي.
وأشار إلى أن مجموعة شبان مصريين اعتدوا على ثلاثة أطفال (طفل وطفلتان) من لاجئي جنوب السودان، بشقة سكنية بحي عين شمس بالقاهرة.
ووفق “منصة اللاجئين الأفارقة في مصر” فإن الأطفال كانوا عائدين من حفلة حين اعترضهم الشبان يحملون أسلحة بيضاء.
ونبهت إلى أنهم اقتادوهم لشقة سكنية واعتدوا بالضرب المبرح والإهانة على الطفل فيما تعرضّت الفتاتان لاعتداءات جسدية وجنسية، وحلق شعرهم جميعا وإلقائهم بالشارع.
وبينت أن متورط الاعتداء أقدم بتسجيل مقطع فيديو ونشره عبر “تيك توك”، ويظهر فيه مفتخرًا وهو يعتدي بالضرب والإهانة والشتيمة على أحدهم.
وبحسب جنيف يظهر وهو يجبره على القيام بأعمال منزلية، بينما جرى لاحقا إزالة الفيديو، الذي تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي.
وذكر أن الشرطة المصرية اعتقلت ثلاثة من المشاركين في الاعتداء على الأطفال، وأحالتهم إلى النيابة العامة.
لكن وفي تطورٍ لاحق، حاصر أهالي المعتدين بصحبة مجموعة خارجين عن القانون يعرفون بـ”البلطجية”، منزل أسرة أحد الأطفال المعتدى عليهم.
وبين جنيف أنهم هددوهم لسحب الدعوى الخاصة بالواقعة، ما ولّد لديهم مخاوف شديدة من الوقوع ضحية لاعتداء جديد في أي لحظة.
وقال إن الحادثة ليست الأولى من نوعها.
غير أن عدة حوادث مشابهة شهدتها مصر، تعرّض خلالها لاجئين أفارقة بمصر لممارسات عنصرية على أساس اللون.
وذكر أنها شملت الاعتداء والإهانة والتحرش والتنمر وغيرها من الأفعال الحاطة بالكرامة.
وتستضيف مصر أكثر من 6 ملايين لاجئ، أكثر من نصفهم من السودان وجنوب السودان، بحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة.
وذكر أنّ شكاوى تعرض اللاجئين لاعتداءات قفزت من بين اثنتين إلى ثلاثة في الأسبوع، لتصبح سبع شكاوى أسبوعيًا.
ودعا مجلس جنيف السلطات المصرية إلى إطلاق حملات توعية حول العنصرية والتمييز ضد اللاجئين والوصمة والتنمر.
وحثت على تطوير التشريعات القانونية لتغليظ عقوبة مقترفي أي اعتداءات تنطوي على التمييز والعنصرية وممارسة التنمر.
وناشدت لاتخاذ خطوات فعلية لحماية الضحايا وعدم إفلات مقترفي الاعتداءات من العقاب.
ودعا جنيف مفوضية شؤون اللاجئين الأممية للتعاون مع السلطات المصرية لتحسين حياة اللاجئين في مصر، وتمكينهن من ممارسة حقوقهم الأساسية