ليبيا.. اشتباكات جديدة بين الميليشيات في طرابلس تنذر بخروج الوضع عن السيطرة
عادت حالة عدم الاستقرار للعاصمة الليبية طرابلس خلال الساعات الأخيرة عقب الاشتباكات العنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.
بين ميليشيا قوة الردع التي يقودها عبد الرؤوف كاره، وميليشيا قوة دعم الاستقرار التي يقودها عبد الغني الككلي، الشهير بغنيوة.
وهي المليشيات التابعة لتنظيم الإخوان في إطار الصراع بينهما لفرض السيطرة على مؤسسات الدولة والعمل على توسعة مناطق النفوذ.
على أن عدد من المحللين ذهبوا إلى أن هذه الاشتباكات التي اندلعت خلال الفترة الأخيرة.
تعتبر بمثابة رسالة عسكرية تفيد بعدم رغبة التنظيم الإرهابي في إقامة أي انتخابات في الغرب الليبي.
كما تحاول الإضرار بالانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر إقامتها في ديسمبر المقبل.
وتحاول القوى العسكرية منذ عدة أيام السيطرة على مستشفى طرابلس الدولي.
وتعتبر هاتين الميليشيتين تحديدا هما الأكثر عبثا بطرابلس ومؤسساتها، وأن الاشتباكات تندلع بينها، من وقت لآخر.
إلا أن حالة الاحتقان زادت خلال الفترة الأخيرة بين الميليشيتين بشكل ما أدى إلى استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
على أن مطار معتيقة، مقر قوة الردع، شهد خلال الأيام الماضية حالة استنفار لهذه العناصر.
وقسم تنظيم الأخوات بتقسيم العاصمة طرابلس على ميليشياته في شكل مربعات كل ميليشيا لها منطقة سيطرة ونفوذ فيها.
وأكدت مصادر داخلية أن الاشتباكات الأخيرة لم تشهدها العاصمة منذ تولي عبد الحميد الدبيبة رئاسة الحكومة الليبية مارس الماضي.
علاوة على ذلك تحاول عناصر من المخابرات الليبية تهدئة الأمور، ودعت الفصائل المتناحرة إلى وقف إطلاق النار وحضور اجتماع لبحث الأزمة.
وألقى عدد من المحللين للوضع الليبي بأصابع الاتهام على تركيا والقيادي الإخواني فتحي باشاغا، وزير الداخلية السابق في حكومة فايز السراج.
والذي يقوم بتحريك الميليشيات التي ساهم في تأسيسها لمحاصرة مؤسسات الحكومة في طرابلس والعمل على بث الفوضى هناك.
وهي المخططات التي تسعى إلى عدم إجراء الانتخابات في موعدها.
وتشير تقديرات غير رسمية، إلى أن هناك أكثر من 300 مجموعة مسلحة في ليبيا، يتبع بعضها تنظيم الإخوان والقاعدة وداعش والجماعة الليبية المقاتلة.
علاوة على وجود بعض المليشيات الجهوية والعرقية، فضلا عن بعض المليشيات التي تتبع شخصيات قيادية في طرابلس.
هذه الميليشيات جاهزة لتنفيذ عملية انقلاب على نتائج الانتخابات المقبلة، وهو الأمر الذي حدث بعد نتائج الانتخابات التشريعية في 2014.
يذكر أنه عقب خسارة الإخوان والتيارات المتشددة انتخابات 25 يونيو 2014، والتي نجح مرشحو التيار الوطني والليبرالي بالفوز فيها بأغلبية المقاعد.
قامت ميليشيات طرابلس، المعروفة باسم”ائتلاف فجر ليبيا”، بالانقلاب على نتائج الانتخابات، وقامت بأعمال عنف وإرهاب وقتل تحت اسم “عملية فجر ليبيا”.
دمرت فيها مطار طرابلس والكثير من المنشآت وسالت الدماء انتقاما من خسارتها في الانتخابات.