توجيهات اماراتية لكتيبة يمنية للقتال مع قوات الدعم السريع في السودان
اتهامات جديدة لدولة الامارات بدعم حميدتي
تناقل ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الماضية، صورة تُظهر ما قيل إنه ارسال دولة الإمارات لكتيبة يمنية عسكرية للمشاركة في القتال الدائر حالياً في السودان.
وقال النشطاء الذين تناقلوا الصورة بكثافة: “بتوجيهات إماراتية.. كتيبة يمنية إلى السودان!! أبوظبي تورط فصيل عسكري يمني يسمى “حراس الجمهورية” الذي يقوده “طارق صالح” في حرب السودان”.
وأضافت التغريدة المتداولة في هذا الصدد: “نقلت سفينة شحن إماراتية كتيبة عسكرية يمنية بكامل عتادها العسكري، لدعم قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي”.
حقيقة الصورة
الصورة التي روّجها نشطاء يمنيون لم تكن دقيقة، فقد تبيّن أنها منشورة في 13 مايو 2021، وتوثّق زيارات ميدانية نظمتها قيادة عمليات المقاومة الوطنية، لـ”ألوية حراس الجمهورية” على طول امتداد الساحل الغربي، وكان ذلك خلال عيد الأضحى آنذاك.
تورط الإمارات في حرب السودان
عدم دقة الصورة، كما أظهرت رحلة التحقق منها، لا ينفي تورط دولة الإمارات في الصراع الدائر حالياً في السودان بين قوات الجيش وعناصر الدعم السريع، وهو الصراع الذي يقترب من إكماله شهراً، وخلّف حصيلة مفزعة من القتلى والجرحى بجانب موجات نزوح كبيرة.
وكُشفت في الأيام الماضية، أدلة جديدة توثّق الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع في القتال الدائر ضد قوات الجيش السوداني.
ونشر المفكر السوداني تاج السر عثمان، عبر حسابه على تويتر، مقطع فيديو، للجيش السوداني يستعرض فيه تجهيز عربات الدعم السريع، ويقول: “كله قادم من الإمارات”.
وعلّق تاج السر قائلاً: “هناك إدراك واسع في صفوف عناصر الجيش للدور الإماراتي التخريبي في زعزعة الاستقرار.. نعم استطاعت الإمارات كتابة بداية فصل الفوضى والتمرد في البلدان العربية ولكن ليس بمقدورها كتابة الفصل الأخير”.
كما فضح المصدر السوداني نفسه، المشهد الذي تباهت به دولة الإمارات عندما أعلنت إرسال طائرة تحمل على متنها إمداداتٍ غذائية عاجلة إلى مطار أبشي على الحدود السودانية التشادية لتوفير الدعم العاجل للاجئين السودانيين.
وكتب تاج السر عثمان: “الصحيح أنها وصلت لمنطقة سيطرة ميليشيات الدعم السريع المتمردة في حدود الجنينة .. لو عايزة تجيب إمداد غذائي كان جابتو بورتسودان محل الناس موجودة”.
تسجيل صوتي خطير يفضح دور الإمارات
وفي وقت سابق أيضاً، اتّهم رئيس المخابرات السودانية السابق صلاح الدين قوش، الإمارات بالوقوف وراء ما يجري في السودان. وذلك في تسجيلٍ صوتيّ منسوب له مدته نحو 20 دقيقة، نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال “قوش” إنّ الإمارات تقوم بذلك عبر إقامة “مطبخ للسياسة السودانية في أبو ظبي، وإجراء عملية تغيير تستهدف الجيش، وإحلال بدلاً منه قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي”.
وفي التسجيل الصوتي المزعوم، الذي لم يتسنَّ التأكّد من صحته، إنّ عملية “التغيير الأولى في السودان، بدأت بواسطة تآمر ماسوني، من داخل النظام، ومن دول بعيرية في الخليج رعت التغيير، ودول أجنبية، استعانت ببعض الهائمين على وجوههم في أوروبا، ويدعون أنهم نشطاء لكنهم تجار سياسة”.
وأضاف: “بعد إعلانهم برنامجاً للتغيير، وأصبح الأمر عصيّاً عليهم، انتقلت المعركة إلى التخطيط عبر عاهات دعاة الحرية والتغيير واليسار والكرازايات، ولكنهم وصلوا إلى نقطة لا يحقّقون فيها طموحهم، لذلك انتقلوا إلى مرحلة التغيير بالقوة، ووضعوا برنامجاً وروّجوا له في الميديا، وحاولوا استغلال حركات التمرد”.
وكان مركز الإمارات للدراسات والإعلام “إيماسك”، قد أبرز أنه من المعروف لدى الجميع العلاقة الخاصة التي تجمع حميدتي بالإمارات، والدعم الذي يتلقّاه منها، عبر طحنون بن زايد، مستشار الأمن القومي الإماراتي.
الذهب كلمة السر
وكلمة السر في تلك العلاقة هي الذهب، حيث كشف تقرير نشرته منظمة جلوبال ويتنس -منظمة حقوقية تعمل بمجال مكافحة الفساد- عام 2019، أنّ قوات الدعم السريع التي يسيطر عليها حميدتي، تُسيطر على منجم جبل عامر، إضافة إلى ثلاثة مناجم أخرى في أجزاء متفرقة من البلاد، وهذا جعل حميدتي وقواته طرفًا رئيسيًا في صناعة تعدين الذهب. وهي تُمثّل جزءاً كبيرًا من صادرات السودان.
اقرأ أيضاً:
50 دولة تجلي رعاياها من السودان
للمرة الأولى.. محمد بن زايد يهاتف نتنياهو لتهنئته بعيد الفصح