مصر تعيد إحياء خط سكة حديد عمره 50 عاما في إطار جهود تنمية سيناء

احتفلت مصر بتشغيل أول خدمة ركاب منذ 50 عاما على خط السكة الحديد الذي يربط الإسماعيلية وبئر العبد، وهو ما يمثل علامة فارقة في جهود الحكومة لتطوير شبه جزيرة سيناء، موطن المساحات الشاسعة من الجبال والصحراء.

ويعد الخط الجديد جزءا من مشاريع تهدف إلى تعزيز مستويات المعيشة ومواجهة خطر التمرد، فضلا عن تثبيط عزيمة الدول الأخرى، وخاصة إسرائيل، عن السعي إلى نقل الفلسطينيين إلى المنطقة. ويربط الخط مدينة الإسماعيلية على قناة السويس ببئر العبد، وهي مدينة صغيرة في محافظة شمال سيناء على بعد حوالي 120 كيلومترا من معبر رفح الحدودي إلى غزة.

غادر قطار وعلى متنه وزير النقل المصري كامل الوزير الذي أكد أن الخدمة ستكون مجانية في أول أسبوع من تشغيلها.

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر إن السكك الحديدية التي تحمل الاسم الرسمي لخط الفردان – بئر العبد حملت بالفعل أول قطار بضائع لها والذي قام برحلته الأولى في السادس من أغسطس محملاً بـ 25 حاوية بضائع.

ويشكل المشروع المرحلة الأولى من شبكة أكبر من الطرق وخطوط السكك الحديدية والخدمات الأخرى التي ستربط مدينة العريش الساحلية في شمال سيناء بطابا في جنوب سيناء، وهي منطقة سياحية ساخنة على بعد 10 كيلومترات من مدينة إيلات الساحلية الإسرائيلية.

وقال الوزير إن حملة البناء تهدف إلى دعم العمليات الصناعية، فضلاً عن السفر المنتظم. ومن المتوقع أن تكتمل الشبكة بالكامل في عام 2030، وتضم 500 كيلومتر من مسارات السكك الحديدية.

لقد استقبلت مدينة العريش خلال العام الماضي شحنات المساعدات المتجهة إلى غزة والجرحى الفلسطينيين الفارين من الهجوم الإسرائيلي. لقد قُتِل أكثر من 41900 مدني في غزة خلال العام الماضي بينما دمرت القوات الإسرائيلية البنية الأساسية.

قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن مصر كثفت جهودها لتنمية شبه جزيرة سيناء منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، مع التركيز على تحسين البنية الأساسية والاتصال.

وأضاف مدبولي أن المسؤولين يهدفون إلى ثني الدول الأخرى، وخاصة إسرائيل، عن محاولة نقل الفلسطينيين إلى المنطقة.

وتعود مقترحات نقل الفلسطينيين إلى سيناء إلى عصر الاستعمار البريطاني لمصر، حين طرحت الفكرة شخصيات صهيونية مثل ثيودور هرتزل، وفلاديمير جابوتنسكي، وديفيد بن جوريون. وقد قوبلت هذه الفكرة بالرفض الشديد من جانب الحكومات المصرية في كل مناسبة.

وقال مدبولي إن أحد أهداف التنمية في سيناء هو معالجة “المخاوف الأمنية”. فقد نشطت جماعة مسلحة تابعة لتنظيم داعش في شبه الجزيرة بعد انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.

وهُزمت الجماعة في عام 2020 على يد تحالف من الضباط العسكريين المصريين واتحاد من القبائل البدوية المسلحة، والتي ظهرت منذ ذلك الحين كواحدة من الحلفاء الرئيسيين للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي في المجتمع المصري.

لقد توترت العلاقات بين مصر وإسرائيل بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة بسبب حرب غزة، والتي امتدت الشهر الماضي إلى غارات جوية وغزو لبنان في هجوم ضد جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران.

وقد أدانت وزارة الخارجية المصرية تصرفات إسرائيل، مشيرة إلى “الانتهاكات الجسيمة” للقانون الدولي ودعت إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة ولبنان. كما أشادت الوزارة بالجهود الدولية لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل وأكدت دعمها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وتصاعدت التوترات بين البلدين بشكل أكبر منذ الهجمات الإسرائيلية على لبنان، والتي أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص ومقتل الآلاف.

قد يعجبك ايضا