عودة ترامب للبيت الأبيض منحت السعودية فرصة جديدة للاستحواذ على لعبة “الغولف”
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن تسابق جولة PGA وصندوق الاستثمارات العامة السعودي لإعادة هيكلة خطط دمج دورات الغولف المتنافسة، مستفيدين من رغبة الرئيس دونالد ترامب في لعب دور الوسيط، وفقًا لأربعة مصادر مطلعة على الأمر.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ بدء المفاوضات السرية في أبريل 2023، كان مسؤولو PGA Tour ونظراؤهم السعوديون يدرسون كيفية دمج جولة الغولف الأمريكية الرئيسية مع دوري LIV Golf السعودي، لكن المفاوضين واجهوا صعوبات في تصميم اتفاقية ترضي المنظمين واللاعبين والمستثمرين والمسؤولين التنفيذيين.
واعتبرت الصحيفة أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض فتحت فرصة جديدة، خاصة بعد اجتماع في المكتب البيضاوي هذا الشهر، والذي اعتبره خبراء الأخلاقيات اختبارًا لحدود النزاهة، حيث بدأ الجانبان في النظر في خيارات كانت قد توقفت خلال رئاسة جو بايدن، لكن منظمي مكافحة الاحتكار في إدارة ترامب قد يكونون أكثر تساهلًا تجاهها.
ولم يتم تحديد تفاصيل أي اتفاق محتمل، بما في ذلك مستقبل دوري LIV Golf، ولا يزال الأمر قيد المفاوضات.
وأي اتفاق يؤدي إلى إلغاء إحدى الدورتين قد يعتبر مضادًا للمنافسة من قبل الجهات التنظيمية، لكن إدارة ترامب قد تتبنى نهجًا أكثر مرونة.
ويبحث الطرفان عن هيكل بديل للصفقة بدلاً من مجرد معاملة مالية مباشرة، لكن من غير الواضح حتى الآن الشكل الذي ستتخذه الاتفاقية.
وهناك تحديات أخرى مثل كيفية تقدير قيمة الدوريين، والتعامل مع استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار من قبل مجموعة من رجال الأعمال الأمريكيين في PGA Tour.
وقبل عودة ترامب إلى السلطة في 20 يناير، كانت وزارة العدل في إدارة بايدن تراجع بنود الصفقة التي تتضمن استثمار 1.5 مليار دولار من السعودية في كيان تجاري جديد تابع لجولة PGA.
وقد ظل المنظمون الأمريكيون يدرسون الوثائق لعدة أشهر، لكن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود.
الآن، هناك فرصة لاستكشاف شروط أكثر مرونة، وهو تحول كبير يعكس كيف يمكن للواقعين القانوني والسياسي أن يتغيرا بسرعة مع تولي إدارة جديدة الحكم.
وقد ظهر دوري LIV Golf المدعوم سعوديًا في عام 2022، حيث جذب كبار لاعبي الغولف بعقود ضخمة وقدم نظام بطولات أكثر ديناميكية، مما شكل تحديًا لـ PGA Tour. لكن هذا الانقسام أدى إلى تشتيت الجماهير وتقليل العوائد المالية لكلا الدورتين.
وعلى الرغم من أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يُقدّر بحوالي 925 مليار دولار، إلا أن قطاع الغولف فيه ظل يخسر الأموال لسنوات، حتى مع سعي LIV إلى تحقيق مكانة بارزة عالميًا.
وفي اجتماع المكتب البيضاوي قبل أسبوعين، التقى ترامب بمفوض PGA Jay Monahan وتحدث عبر الهاتف مع ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
وحب ترامب الطويل للغولف وملكية عائلته لأكثر من 12 ملعبًا حول العالم يثيران مخاوف بشأن تضارب المصالح.
لم تستضف PGA Tour أي بطولة رئيسية على ملعب يملكه ترامب منذ عام 2016، في حين أن ترامب يتمتع بعلاقة وثيقة جدًا مع LIV Golf.
وقد استضافت ملاعبه بالفعل عدة بطولات لدوري LIV Golf، ومن المقرر تنظيم بطولة أخرى في Trump National Doral في ميامي في أبريل.
كما ظهر ترامب شخصيًا في عدة أحداث خاصة بـ LIV Golf. والرميان وترامب من المتوقع أن يحضرا اجتماعًا استثماريًا في ميامي بيتش هذا الأسبوع برعاية صندوق الاستثمارات العامة السعودي. من غير الواضح ما إذا كانا سيحاولان إتمام صفقة الغولف خلال المؤتمر، الذي يتناول قضايا اقتصادية أوسع.
وقد انتهت مراجعة وزارة العدل للاتفاقية الأصلية هذا الشهر، مما يعني أن الجانبين يمكنهما المضي قدمًا في إتمام الصفقة. وبدلاً من مواجهة قيود تنظيمية صارمة، يبدو أن الصفقة تسير نحو تسوية أكثر ودية.