حلفاء ترامب الكبار يعقدون محادثات سرية مع معارضي زيلينسكي في أوكرانيا
أجرى أربعة من كبار أعضاء حاشية الرئيس الأميركي دونالد ترامب مناقشات سرية مع بعض من أبرز المعارضين السياسيين في كييف لفلوديمير زيلينسكي، في الوقت الذي تتحالف فيه واشنطن مع موسكو في السعي إلى إخراج الرئيس الأوكراني من منصبه.
وأجرى كبار حلفاء ترامب محادثات مع زعيمة المعارضة الأوكرانية يوليا تيموشينكو، رئيسة الوزراء السابقة الطموحة بلا هوادة، وأعضاء كبار في حزب بيترو بوروشينكو، سلف زيلينسكي المباشر في الرئاسة، وفقًا لثلاثة برلمانيين أوكرانيين وخبير في السياسة الخارجية الجمهوري الأمريكي.
وتركزت المناقشات حول ما إذا كانت أوكرانيا قادرة على عقد انتخابات رئاسية سريعة. وقد تم تأجيل هذه الانتخابات وفقًا لدستور البلاد لأن أوكرانيا لا تزال تحت الأحكام العرفية.
ويقول منتقدو إجراء الانتخابات إنها قد تكون فوضوية وتصب في مصلحة روسيا، حيث يخدم العديد من الناخبين المحتملين في الخطوط الأمامية أو يعيشون في الخارج كلاجئين.
وقالت وسائل إعلام أوروبية إن مساعدي ترامب واثقون من أن زيلينسكي سيخسر أي تصويت بسبب إرهاق الحرب والإحباط العام إزاء الفساد المستشري.
والواقع أن تقييماته في استطلاعات الرأي كانت في انخفاض لسنوات، على الرغم من أنها انتعشت في أعقاب مشاجرة المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي، عندما طُرِد الزعيم الأوكراني بعد أن تعرض لتوبيخ شديد من الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس جيه دي فانس.
ويُظهِر أحدث استطلاع للرأي أن زيلينسكي لا يزال متقدما بشكل مريح في السباق إلى الرئاسة.
والخط الرسمي للإدارة الأميركية هو أن ترامب لا يتدخل في السياسة الداخلية لأوكرانيا. هذا الأسبوع، نفى وزير التجارة هوارد لوتنيك أن يكون رئيسه “يتدخل في السياسة الأوكرانية”، مضيفًا أن كل ما يريده ترامب هو شريك للسلام.
لكن سلوك ترامب ومسؤوليه يشير إلى العكس تمامًا. فقد اتهم ترامب زيلينسكي بأنه “دكتاتور بلا انتخابات”، وألمح إلى أنه لن “يبقى على قيد الحياة لفترة طويلة” إذا لم يبرم صفقة مع روسيا.
واتهمت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، كييف زوراً بإلغاء الانتخابات.
ولكن في حين قد يأمل معسكر ترامب أن تؤدي الانتخابات إلى إغراق زيلينسكي، فإنه لا يزال يتمتع بشعبية أكبر كثيرا من تيموشينكو وبوروشينكو.
وفي استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “سورفيشن” البريطانية هذا الأسبوع بعد الخلاف في البيت الأبيض، قال 44% إنهم سيدعمون زيلينسكي للرئاسة.
وأقرب منافس له، والذي يتخلف عنه بأكثر من 20 نقطة مئوية، هو فاليري زالوزني، القائد السابق للجيش والذي يشغل الآن منصب سفير أوكرانيا لدى بريطانيا.
ولم يؤيد بوروشينكو، المعروف باسم ملك الشوكولاتة بسبب إمبراطوريته في صناعة الحلويات، سوى 10%. أما تيموشينكو فقد حصلت على 5.7% فقط من التأييد.
ومفتاح كل الخطط التي تجري مناقشتها عبر القنوات الخلفية هو إجراء انتخابات رئاسية بعد الاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار، ولكن قبل بدء مفاوضات السلام الشاملة على نحو جدي.
كما أن فكرة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يدفع بها الكرملين، الذي أراد التخلص من زيلينسكي لسنوات.
وقد عارض كل من تيموشينكو وبوروشينكو علناً إجراء انتخابات قبل انتهاء القتال، كما فعل عمدة كييف فيتالي كليتشكو.