وزراء مجموعة السبع يجتمعون في كندا وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة
اجتمع وزراء خارجية الدول السبع الديمقراطية الرائدة في العالم في لا مالباي في مقاطعة كيبيك في كندا في الوقت الذي يستمر فيه التوتر مع الولايات المتحدة في الارتفاع بسبب تهديدات الرسوم الجمركية ونهج واشنطن تجاه حرب إسرائيل وغزة والصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وجاء الاجتماع في القرية الخلابة على ضفاف نهر سانت لورانس في الوقت الذي يهدد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 200% على بعض منتجات الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت الذي تبدو فيه روسيا مستعدة لرفض اقتراح واشنطن لوقف إطلاق النار في الحرب في أوكرانيا، والذي كانت كييف قد قبلته بالفعل.
كما يأتي في الوقت الذي تستمر فيه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة في قطر، في ظل استمرار صمود وقف إطلاق النار الهش بين حركة “حماس” وإسرائيل.
وافتتحت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي الفعالية بالدعوة إلى إيجاد سبل “للاستمرار في دعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي غير القانوني”. وأضافت: “نسعى إلى تعزيز الاستقرار طويل الأمد في الشرق الأوسط أيضًا لما فيه مصلحة جميع شعوب المنطقة”.
والتقت جولي بنظيرها الأمريكي ماركو روبيو يوم الخميس في الوقت الذي تستمر فيه العلاقات بين البلدين في التدهور بعد خطاب ترامب العدائي بشكل متزايد بشأن الرسوم الجمركية.
ودعا ترامب مرارًا وتكرارًا إلى ضم كندا، وأعرب عن رغبته في أن تصبح الولاية رقم 51. كما فرض رسومًا جمركية كبيرة على كندا، منتهكًا بذلك اتفاقية التجارة الحرة التي تفاوض عليها ووقعها مع أوتاوا والمكسيك خلال ولايته الأولى. ردت كندا بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على سلع بقيمة 50 مليار دولار.
وصرح رئيس الوزراء الكندي الجديد، مارك كارني، بأنه مستعد للجلوس مع السيد ترامب فقط في حال “احترام السيادة الكندية”.
وقال روبيو إنه لا يخطط لمناقشة تعليقات السيد ترامب في الولاية رقم 51 أثناء وجوده في كندا، على الرغم من أنه من المؤكد أنه سيتعرض لضغوط من قبل وسائل الإعلام بشأن هذه القضية.
وظهرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس متناسقتين في الملابس، حيث ارتدت السيدة بيربوك فستانًا أبيض والسيدة كالاس فستانًا أحمر اللون في إظهار للتضامن مع كندا.
وقد وصل وزير الخارجية إلى كندا عبر المملكة العربية السعودية ، حيث قاد محادثات مع أوكرانيا أفضت في النهاية إلى موافقة كييف على وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا.
وصرح روبيو بأن الكرة الآن في ملعب روسيا. وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس بأن الاتفاق لن يمنح بلاده “شيئًا”، بينما يمنح القوات الأوكرانية مهلة هي في أمسّ الحاجة إليها.
وحاول الوزراء أيضًا تناول قضايا الشرق الأوسط. وخلال جلسةٍ تناولت المنطقة، وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لم يتوصل الجانبان إلى اتفاقٍ بشأن صياغة حل الدولتين والضفة الغربية.
ويعقد اجتماع مجموعة السبع في نفس المنتجع الذي اجتمعت فيه المجموعة في عام 2018، عندما غادر ترامب فجأة، متهماً جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي في ذلك الوقت، بالإدلاء بتصريحات كاذبة.
كان ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على الصلب والألمنيوم، وقد أدى هذا التهديد في نهاية المطاف إلى تجديد اتفاقية التجارة الحرة التي وقعتها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في عام 2020. والآن، فرض السيد ترامب تلك الرسوم الجمركية، مما أدى إلى حالة من الذعر والانتقام من جانب بعض أقرب حلفاء أمريكا.