نشطاء بريطانيون يطالبون بالتحقيق مع الرئيس الإسرائيلي خلال زيارته لندن

تصاعدت الدعوات في المملكة المتحدة لمحاسبة مسؤولين إسرائيليين كبار على خلفية الحرب في غزة، مع مطالبة نشطاء بريطانيين من أجل فلسطين الشرطة البريطانية بفتح تحقيق مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال زيارته المرتقبة إلى لندن.

وأكد المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين (ICJP) أنه قدّم طلبًا رسميًا إلى قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة (SO15)، للتحقيق مع هرتسوغ بتهم تتعلق بجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والتعذيب، وأفعال قد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.

وقال جوناثان بورسيل، مسؤول الشؤون العامة والاتصالات في المركز: “يمثل هذا الإجراء تصعيدًا مهمًا في الجهود القانونية العالمية لمحاسبة كبار المسؤولين الإسرائيليين على الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي”.

وأضاف: “حكم القانون ينطبق على الجميع، بغض النظر عن مناصبهم أو جنسياتهم. إذا استمر القادة السياسيون في الإفلات من المحاسبة، فسيُترك الجنود وحدهم لمواجهة العدالة الدولية. لن يكون هناك ملاذ آمن للمشتبه بهم في جرائم الحرب”.

وشدد المركز على أن الحصانة الدبلوماسية لا ينبغي أن تحول دون استجواب هرتسوغ، مشيرًا إلى التزامات المملكة المتحدة المحلية والدولية فيما يتعلق بجرائم الحرب.

تصريحات مثيرة للجدل

يأتي هذا التحرك في ضوء تصريحات سابقة أدلى بها هرتسوغ في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين قال إن “جميع الفلسطينيين في غزة مسؤولون مسؤولية قاطعة عن هجوم حماس”، الذي أدى إلى مقتل نحو 1200 إسرائيلي.

وقد وُجهت لتلك التصريحات اتهامات واسعة بأنها تحمل نبرة إبادة جماعية، لأنها أنكرت صفة المدنيين عن سكان غزة، وأضفت طابعًا جماعيًا على المسؤولية.

زيارات إسرائيلية مثيرة للجدل لبريطانيا

تأتي زيارة هرتسوغ في سياق سلسلة من التحركات الدبلوماسية الإسرائيلية إلى المملكة المتحدة، والتي أثارت جدلًا مماثلًا في الشارع البريطاني:

في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، زار رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي لندن سرًا، والتقى بالنائب العام البريطاني، وحصل على حصانة خاصة وفرتها له حكومة حزب العمال.

في أبريل/نيسان 2025، قام وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بزيارة سرية مشابهة، حيث التقى وزير الخارجية البريطاني.

في الأشهر الماضية، زار قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء تومر بار لندن وعقد اجتماعات مع مسؤولين دفاعيين بريطانيين.

تأتي هذه الزيارات رغم تصاعد الانتقادات في بريطانيا بشأن دعم الحكومة الإسرائيلية في حربها على غزة، والتي خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى من المدنيين، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

خلفية سياسية متوترة

أثارت الزيارة الحالية غضبًا متزايدًا بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية مؤخرًا بـ اعتقال وترحيل نائبين من حزب العمال البريطاني، هما ابتسام محمد ويوان يانغ، ما عُدّ تدخلاً سافرًا يستهدف أصواتًا تنتقد الحرب على غزة.

كما تأتي الزيارة في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وهو ما يضاعف الجدل حول استقبال هرتسوغ في لندن.

ومن المرجح أن تشهد زيارة هرتسوغ احتجاجات واسعة في العاصمة البريطانية، خاصة مع نشاط الحركات الداعمة لفلسطين والجماعات الحقوقية التي ترى في مثل هذه الزيارات محاولة لتلميع صورة إسرائيل دوليًا وسط تصاعد الاتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة.

وأكد النشطاء أنهم سيتابعون الإجراءات القانونية حتى النهاية، معتبرين أن تجاهل المطالب بمساءلة هرتسوغ سيشكل “ضربة خطيرة لمصداقية التزامات بريطانيا في مجال حقوق الإنسان”.

قد يعجبك ايضا