خبراء: قطع كابلات الإنترنت في البحر الأحمر ربما يكون عرضيًا
أثار الانقطاع الكبير في خدمات الإنترنت نهاية الأسبوع الماضي عبر الشرق الأوسط والهند وباكستان قلقًا واسعًا بشأن أمن كابلات البيانات البحرية في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات الحيوية للاتصالات العالمية.
ورغم المخاوف من عمل تخريبي، أكدت لجنة حماية الكابلات الدولية أن الاحتمال الأكبر أن الضرر كان عرضيًا، ناجمًا عن نشاط بحري تجاري.
قال جون روتيسلي، مدير العمليات في مركز حماية البيئة بالهند، إن التحليلات الأولية المستقلة تشير إلى أن السبب المرجح هو نشاط الشحن وسحب المراسي.
وأوضح أن “الأسباب الرئيسية لتلف الكابلات هي التفاعلات البشرية العرضية”، حيث تُعزى ما بين 70% إلى 80% من الأعطال إلى الصيد أو المراسي، بينما ترتبط النسبة المتبقية بالكوارث الطبيعية أو الأعطال الفنية.
ورغم ذلك، شددت لجنة حماية الكابلات الدولية على ضرورة إبقاء خيار التخريب قيد الاعتبار، معتبرة أنه “خطر لا يمكن تجاهله” ويتطلب تنسيقًا وثيقًا بين الحكومات وشركات الاتصالات لتعزيز الحماية والاستجابة السريعة.
خلفية: سابقة الحوثيين
أعادت الحادثة الأخيرة للأذهان مخاوف من تهديدات متعمدة، خاصة بعد أن تضررت كابلات بحرية مطلع العام الماضي عندما ألقت سفينة هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر مرساها، ما أدى إلى انقطاع الخدمة لأسابيع.
ورغم اتهامات متكررة، نفت الجماعة المدعومة من إيران استهداف الكابلات عمدًا.
وقد أدى انقطاع الكابلات إلى تباطؤ كبير في سرعة الإنترنت:
في الإمارات، أبلغ مستخدمو شركتي “دو” و”إي آند” عن بطء شديد في الإنترنت المنزلي وخدمات الهواتف المحمولة ليلة السبت، مع فشل تطبيقات ومواقع عديدة في التحميل.
في السعودية والهند وباكستان، ظهرت شكاوى مشابهة، بينما اضطرت الأجهزة إلى الاعتماد على شبكات الجيل الخامس، ما أدى إلى ضغط كبير على البنية التحتية اللاسلكية وتراجع أدائها.
موقع DownDetector.ae سجل عشرات التقارير عن أعطال متكررة حتى مساء الأحد.
وبحسب خبراء في الإمارات، قد يستغرق إصلاح الأعطال المعقدة في الكابلات المتضررة ما يصل إلى ستة أسابيع قبل عودة الخدمة إلى مستوياتها الطبيعية بالكامل.
استجابة الشركات العالمية
شركة مايكروسوفت، التي كانت من أوائل من أبلغ عن الانقطاعات، أعلنت أنها تمكنت من الحفاظ على استمرارية خدماتها السحابية Azure عبر إعادة توجيه حركة البيانات إلى مسارات بديلة.
وأوضحت في بيان أن “إصلاح الألياف البحرية قد يستغرق وقتًا، وسنواصل تحسين التوجيه لتقليل التأثير على العملاء”.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها “تراقب الوضع عن كثب”، مؤكدة إدراكها للأهمية البالغة التي تمثلها الكابلات البحرية للتجارة والاتصالات والأمن العالمي.
وبينما يرجّح الخبراء أن الحادث الأخير عرضي ناجم عن حركة السفن، تبقى المخاوف قائمة من احتمالية الاستهداف المتعمد، خصوصًا في منطقة شديدة التوتر كالشرق الأوسط.
ومع طول فترة إصلاح الكابلات وصعوبة حماية شبكة عالمية معقدة تمتد تحت البحار، تظل هشاشة البنية التحتية الرقمية العالمية واحدة من أبرز التحديات أمام الحكومات وشركات التكنولوجيا.