إطلاق سراح دبلوماسي أوروبي من بيلاروسيا في صفقة بوساطة ترامب

أُطلق سراح ميكالاي خيلو، الموظف البيلاروسي في بعثة الاتحاد الأوروبي لدى مينسك، بعد أكثر من عام قضاه في السجن بتهم تتعلق بـ”إهانة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو”. وجاء الإفراج ضمن صفقة بوساطة أمريكية شملت إطلاق 52 سجيناً سياسياً مقابل رفع العقوبات عن شركة الطيران الوطنية البيلاروسية.

وكان اعتُقل خيلو في أبريل/نيسان 2024 أمام مكتب وفد الاتحاد الأوروبي في العاصمة البيلاروسية على يد عناصر جهاز الاستخبارات (كي جي بي). وفي يناير/كانون الثاني الماضي، صدر بحقه حكم بالسجن أربع سنوات في مستعمرة عقابية.

منظمة فياسنا الحقوقية، التي تتخذ من بلجيكا مقراً لها، قالت آنذاك إن التهمة الموجهة له كانت “إهانة لوكاشينكو”، في خطوة وصفتها بأنها جزء من حملة قمع أوسع ضد الأصوات المعارضة.

صفقة بوساطة واشنطن

الاتفاق، الذي رعته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نص على أن تفرج مينسك عن عشرات السجناء السياسيين مقابل رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على شركة الطيران الوطنية.

مصادر أوروبية أكدت أن الصفقة جاءت بعد مفاوضات معقدة، أظهرت استعداد واشنطن لاستخدام أدواتها الاقتصادية للإفراج عن المعتقلين، بينما تسعى في الوقت نفسه إلى تقليص نفوذ موسكو على بيلاروسيا.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عبر منصة X أن خيلو “وصل بسلام إلى مكتب الاتحاد الأوروبي في فيلنيوس”، شاكرة ترامب على “دعمه الحاسم في إبرام الصفقة”.

ردود فعل أوروبية

الإفراج عن خيلو لاقى ارتياحاً كبيراً في بروكسل، لكن المسؤولين شددوا على أن القضية لا تنتهي هنا. إذ ما زال هناك 1,153 سجيناً سياسياً محتجزين في بيلاروسيا وفق بيانات فياسنا.

دبلوماسي أوروبي رفيع وصف الخطوة بأنها “نجاح مرحلي”، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي سيواصل الضغط على حكومة لوكاشينكو للإفراج عن جميع المعتقلين.

في المقابل، أثار رفع العقوبات عن الناقلة الوطنية تساؤلات داخل الأوساط الأوروبية بشأن كلفة التنازلات المقدمة، خاصة أن الشركة متهمة سابقاً بتسهيل نقل مهاجرين على الحدود مع الاتحاد الأوروبي.
وبالنسبة لمينسك، جاء الاتفاق كفرصة لتخفيف الضغوط الاقتصادية الهائلة بعد سنوات من العقوبات الغربية، وفي وقت تحتاج فيه بيلاروسيا إلى موازنة علاقتها المعقدة مع موسكو من جهة والغرب من جهة أخرى.

أما واشنطن، فقد سعت إلى إظهار قدرتها على تحقيق إنجاز دبلوماسي ملموس وسط ملفات ساخنة أخرى في أوروبا الشرقية.

قد يعجبك ايضا