ترامب يبدأ زيارة دولة ثانية إلى بريطانيا وسط احتفالات ملكية وجدالات سياسية
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الثلاثاء إلى المملكة المتحدة، في زيارة دولة ثانية غير مسبوقة، تهدف إلى إظهار متانة العلاقات التاريخية بين البلدين، رغم التوترات السياسية المستمرة حول الشرق الأوسط.
ووصفت الزيارة التي تستمر يومين بأنها مزيج من الدبلوماسية الحديثة والبهرجة الملكية. ومن المقرر أن يستقبله الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا في قلعة وندسور، حيث سيشارك ترامب وزوجته ميلانيا في مراسم رسمية تشمل عرضًا عسكريًا وجولة بعربة تجرها الخيول، تليها مأدبة فخمة.
وقال ترامب قبيل مغادرته واشنطن: “علاقتي بالمملكة المتحدة جيدة جدًا، والملك تشارلز صديقي. هذه المرة الأولى التي يُكرم فيها شخص ما مرتين، وهو شرف عظيم”.
أجندة سياسية واقتصادية
في اليوم الثاني من الزيارة، سيجتمع ترامب برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مقر تشيكرز الريفي. ومن المتوقع أن يوقع الزعيمان اتفاقية شراكة تكنولوجية بمشاركة رئيس “إنفيديا” جنسن هوانغ والرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي” سام ألتمان، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، علوم الحياة، والطاقة النووية.
كما يسعى الطرفان إلى مراجعة اتفاق التجارة بين البلدين، والذي أُبرم في مايو الماضي، حيث أبقى على رسوم جمركية بنسبة 10% على الصادرات البريطانية إلى الولايات المتحدة رغم توسيع نطاق النفاذ الزراعي.
لكن خلف الاحتفالات، تُلقي الحرب في غزة بظلالها الثقيلة على الزيارة. فقد كثف الجيش الإسرائيلي هجومه على مدينة غزة، فيما أكد خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة أن ما يحدث يرتقي إلى جريمة إبادة جماعية.
ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير الماضي متعهدًا بجلب السلام إلى الشرق الأوسط، قدّم دعمه غير المشروط لإسرائيل، رغم اقتراب عدد الضحايا الفلسطينيين من 65 ألف قتيل. بل وأبدى دعمًا ضمنيًا للضربة الإسرائيلية الأخيرة في قطر التي استهدفت مفاوضين فلسطينيين، رغم أن الدوحة تُعد حليفًا رئيسيًا لواشنطن ووسيطًا في محادثات وقف إطلاق النار.
وفي المقابل، صرح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن المملكة المتحدة ستعترف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، “ما لم تتخذ إسرائيل خطوات جوهرية لإنهاء الأعمال العدائية ودعم عملية سلام دائمة”.
احتجاجات متوقعة في لندن
الزيارة مرشحة لإثارة احتجاجات واسعة. تحالف “أوقفوا ترامب” أعلن عن مظاهرة كبيرة قرب قلعة وندسور، تنديدًا بسياسات الرئيس الأمريكي في غزة.
وتعيد هذه الأجواء إلى الأذهان زيارته الرسمية الأولى عام 2019، عندما رفع المحتجون بالونًا ضخمًا يصور ترامب كطفل برتقالي يرتدي حفاضات، ما أثار غضب الرئيس.
والزيارة تجري أيضًا وسط ضجة إعلامية متجددة حول قضية جيفري إبستين، المتهم بجرائم جنسية والذي توفي عام 2019. وأقالت الحكومة البريطانية سفيرها لدى الولايات المتحدة، بيتر ماندلسون، الأسبوع الماضي بعد الكشف عن رسائل إلكترونية أظهرت صلاته الوثيقة بإبستين، مما أضاف طبقة جديدة من الجدل المحيط بالمشهد السياسي في لندن وواشنطن.