مفوضة الاتحاد الأوروبي تشكك في قدرة نتنياهو على تحقيق السلام وتدعو لضغوط مستمرة على إسرائيل

أعربت حاجة لحبيب، مفوضة الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات، عن شكوكها بشأن التزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، معتبرة أن استمرار معاناة الفلسطينيين في غزة يتطلب استمرار الضغط على إسرائيل.

وقالت لحبيب إن الخطر الأكبر الذي يهدد السلام الدائم يكمن في المتطرفين على الجانبين، مشيرة إلى حماس التي نفذت مجزرة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وكذلك المتطرفين داخل الحكومة الإسرائيلية الذين يعارضون حل الدولتين.

وأضافت: “نسمع أحيانًا أمورًا غير مقبولة على لسان شخص مسؤول يقود بلاده”.

وعندما سُئلت عن إمكانية أن تحتاج إسرائيل إلى قيادة جديدة لتبني حل الدولتين، قالت لحبيب إن الخطوات التالية الحاسمة تشمل أولًا التوصل إلى وقف إطلاق النار، ثم تقديم المساعدات العاجلة، وبعد ذلك العمل على مستقبل يوفر أفقًا من الأمل للفلسطينيين الذين يعيشون “في بحر من الأنقاض”.

هدنة ترامب وواقع غزة

مرّ أسبوعان منذ دخول وقف إطلاق النار المستوحى من ترامب حيز التنفيذ، حيث أعادت حماس الأسرى الإسرائيليين الأحياء وانسحبت القوات الإسرائيلية.

وعلى الرغم من استمرار التوترات والهجمات المحدودة، صمدت الهدنة بشكل عام، ما منح المجتمع الدولي فرصة للتركيز على إعادة إعمار غزة سياسيًا وماديًا.

وأشارت لحبيب إلى أن الحاجة لشخصية قيادية فلسطينية قد تكون ضرورية لتحقيق السلام، مشيرة إلى اسم مروان البرغوثي، الزعيم الفلسطيني البارز المعتقل منذ 2002، كمثال على شخصية قادرة على كسب ثقة شعبه وقيادة المنطقة نحو حل سلمي، مقارنةً بما قامت به شخصيات مثل نيلسون مانديلا.

موقف الاتحاد الأوروبي

رفضت لحبيب فكرة فرض عقوبات على إسرائيل أو تعليق بنود اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، مؤكدة أن النفوذ الدبلوماسي أكثر فعالية من التهديد بالعقوبات.

وقالت: “أحيانًا علينا أن نضغط على أصدقائنا”، مشيرة إلى تقدم الولايات المتحدة في مسار السلام نتيجة نفوذها الدبلوماسي.

وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي يريد أن يكون فاعلاً وليس مجرد مانح مالي في إعادة إعمار غزة، لكن الوضع السياسي في إسرائيل يجعل من الصعب منح الاتحاد دورًا مؤثرًا في مجلس السلام الذي يقوده ترامب. وأضافت: “التحالف هش ويصعب عليهم اتخاذ قرار يُفضي إلى سلام مستدام”.

وتعتبر لحبيب أن وقف إطلاق النار خطوة إيجابية لكنها ليست نهاية الحرب، مشددة على أهمية العمل على تطبيق حل الدولتين لضمان مستقبل مستقر للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

ورغم صعوبة المشهد السياسي، ترى المفوضة أن استمرار الضغط الدبلوماسي والسياسي على إسرائيل أمر ضروري للحفاظ على آفاق السلام في المنطقة.

قد يعجبك ايضا