انطلاق حزب يميني متطرف باسم “ترامب” في بلجيكا مع اقتراب انتخابات 2029

أُعلن مؤخرًا في بلجيكا عن إطلاق حزب يميني متطرف جديد يحمل اسم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشكل غير مباشر، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا داخل المشهد السياسي البلجيكي وخارجه.

ويهدف الحزب إلى الاستفادة من جاذبية ترامب باعتباره “الرمز النهائي للشعبوية”، وفق تصريحات المؤسس سلفاتوري نيكوترا، رئيس حملة الحزب، الذي قال: “دونالد ترامب هو الرمز الأسمى للشعبوية. إنه يجسد مبادئنا على الفور”.

ويحمل الحزب اسم “ترامب” اختصارًا لعبارة فرنكوفونية تعني “كلنا متحدون من أجل اتحاد الحركات الشعبوية”، وهو خليفة لأحزاب يمينية متطرفة سابقة في والونيا مثل شي نوس والجبهة الوطنية البلجيكية (NF).

ويختلف حزب ترامب عن أكبر حزب يميني متطرف في فلاندرز، فلامز بيلانغ، إذ لا يدعو إلى الانفصال عن الدولة، بل يركز على الترشح على المستوى الفيدرالي وفي انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2029، مع عدم استبعاد الترشح في العاصمة بروكسل أو الانتخابات البلدية.

ووصف نيكترا حزبه بأنه “حزب شعبوي يميني ذو توجه اجتماعي”، في محاولة للتأكيد على أنه ليس حزب انفصالي بحت، بل يسعى إلى تعزيز وجوده على الساحة الوطنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي.

المؤسسون والأعضاء

من بين المؤسسين الآخرين، جميعهم أعضاء سابقون في الجبهة الوطنية، يأتي إيمانويل ليكاري، العضو السابق في فلامز بيلانغ، الذي شُطب من قائمته بعد اتهامات بتمجيد الفاشية علنًا.

ويشير هذا إلى أن الحزب يجمع عناصر من اليمين المتطرف التقليدي، لكنه يسعى لإعادة ترويجها في إطار شعبي أكثر جذبًا للجمهور الحالي.

ومن المقرر أن يُطلق الحزب رسميًا في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، مع تنظيم حملات للترويج لبرنامجه السياسي وجذب قاعدة جماهيرية في المناطق الفرنكوفونية.

ويشير المراقبون إلى أن اختيار اسم ترامب واستحضار شخصيته يعكس رغبة الحزب في الاستفادة من الرمزية العالمية للرئيس الأمريكي، خصوصًا في ظل تصاعد موجات الشعبوية اليمينية في أوروبا.

انعكاسات محتملة

يرى محللون أن ظهور حزب باسم “ترامب” قد يزيد من الاستقطاب السياسي في بلجيكا، خاصةً مع اقتراب انتخابات البرلمان الأوروبي.

كما يُتوقع أن يثير الحزب جدلاً داخليًا حول الهوية الوطنية، السياسات الاجتماعية، وعلاقته بالاتحاد الأوروبي، في وقت تشهد فيه البلاد صعودًا متزايدًا للحركات الشعبوية التي تتبنى خطابًا معاديًا للهجرة وذو توجه قومي قوي.

وربط الحزب مباشرة بشخصية ترامب، حتى كرمز شعبي، قد يؤدي إلى زيادة الاهتمام الإعلامي الدولي، ما يمنحه منبرا أوسع للتأثير على الجمهور الأوروبي، لكن في الوقت نفسه يعرضه للانتقادات بشأن تأثير السياسة الأمريكية على الشؤون المحلية.

قد يعجبك ايضا