صقور الجمهوريين في مجلس الشيوخ يحذرون من خطة ترامب للسلام في أوكرانيا

أعرب عدد من كبار صقور الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ عن غضبهم الشديد من خطة السلام التي يسعى الرئيس دونالد ترامب إلى فرضها على أوكرانيا، والتي تتضمن تنازلات إقليمية كبيرة لروسيا وقيوداً على القوات المسلحة الأوكرانية.

ومن بين هؤلاء السيناتور ليندسي غراهام (كارولاينا الجنوبية)، وميتش ماكونيل (كنتاكي)، وروجر ويكر (ميسيسيبي)، الذين طالبوا البيت الأبيض بالتحلي بالصبر وعدم اتخاذ إجراءات قد تكون ضارة بالمنطقة.

وكتب غراهام على موقع X: “في حين أن خطة السلام الروسية الأوكرانية المقترحة تتضمن العديد من الأفكار الجيدة، إلا أن هناك جوانب إشكالية للغاية يمكن تحسينها. الهدف من أي اتفاق سلام هو إنهاء الحرب بشرف وعدل، وليس خلق صراع جديد”.

وفي تصريحات مماثلة، قارن ماكونيل الاقتراح بمغادرة الرئيس السابق جو بايدن من أفغانستان عام 2021، مشيراً إلى أن مكافأة المجازر الروسية ستكون كارثية على مصالح الولايات المتحدة.

وقال: “لقد أمضى بوتين العام بأكمله يحاول خداع الرئيس ترامب. إذا كان مسؤولو الإدارة مهتمين باسترضاء بوتين أكثر من ضمان سلام حقيقي، فعلى الرئيس البحث عن مستشارين جدد”.

أما ويكر فقد شدد على أن حجم وتوزيع القوات المسلحة الأوكرانية يمثل خياراً سيادياً لأوكرانيا، معارضاً أي قيود قد تُفرض في إطار الاتفاق.

وقال في مقال على موقع X: “أي ضمانات تُقدم لبوتين ينبغي ألا تُكافئ سلوكه الخبيث أو تُقوّض أمن الولايات المتحدة أو حلفائها”.

وليس هؤلاء الثلاثة الجمهوريين وحدهم في رفضهم للخطة، إذ أعلن ائتلاف من المشرعين في مجلس النواب بقيادة النائب الجمهوري برايان فيتزباتريك (بنسلفانيا) عن خطط لفرض التماس إعفاء بشأن تشريع العقوبات بعد عطلة عيد الشكر، معربين عن قلقهم من التنازلات المحتملة لأوكرانيا.

وتواجه الخطة التي تضم 28 نقطة انتقادات واسعة من حلفاء أوكرانيا الأوروبيين، الذين يحذرون من أن هذه المسودة، المصاغة بمشاركة روسية، قد تقوّض جهود كييف لتحقيق سلام مستدام يضمن أمنها وسيادتها.

وذكرت مصادر دبلوماسية أن بعض العواصم الأوروبية ترى أن خطة ترامب “تعطي روسيا مكافآت غير مستحقة وتفتح الباب لصراعات مستقبلية”.

وفي المقابل، يرى البيت الأبيض أن الوقت الحالي مناسب للضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإحلال السلام، مستفيداً من الضغوط الداخلية على القيادة الأوكرانية، وأمهلته الإدارة حتى عيد الشكر للموافقة على المقترح، الذي لم يحدد ترامب بعد ما إذا كان سيكون عرضه النهائي.

وقال الرئيس الأمريكي يوم السبت للصحفيين خارج البيت الأبيض: “نحاول إنهاء هذا الوضع. بطريقة أو بأخرى، علينا إنهاء هذا الوضع. يمكنه مواصلة القتال بكل ما أوتي من قوة”، في إشارة إلى أن الرسالة إلى كييف ليست ثابتة بعد وأن هناك مجالاً للمفاوضات والتعديلات.

وتأتي هذه التحذيرات من صقور مجلس الشيوخ في وقت تشهد فيه المفاوضات الدولية بشأن أوكرانيا توتراً شديداً، مع محاولات من أوروبا والولايات المتحدة لتنسيق موقف موحد في مواجهة التهديدات الروسية، وسط مخاوف من أن تؤدي قرارات متسرعة إلى تفاقم النزاع بدلاً من إنهائه.

قد يعجبك ايضا