فون دير لاين: “لدينا الآن نقطة انطلاق” بشأن اتفاق السلام في أوكرانيا
رحبت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بالمحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا التي تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أن أوروبا تعتبر هذه اللحظة “نقطة بداية” لخطة بعد أيام من المفاوضات المكثفة.
وجاءت تصريحات فون دير لاين في جلسة البرلمان الأوروبي، بعد أن أثارت الخطة الأمريكية الأولية المكونة من 28 نقطة قلق أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، نظرًا لانحيازها الواضح لموسكو.
وأوضح المسؤولون الأوروبيون أن الخطة الأمريكية تضمنت عناصر مثيرة للجدل، مثل الاعتراف بشبه جزيرة القرم ومنطقتي لوغانسك ودونيتسك كأراض روسية بحكم الأمر الواقع، وتجميد الأراضي في منطقتي خيرسون وزابوريزهيا على طول خطوط المواجهة الحالية.
وقالت فون دير لاين: “بفضل جهود أوكرانيا والولايات المتحدة، ونحن الأوروبيون، خلال الأيام القليلة الماضية في جنيف، لدينا الآن نقطة انطلاق”، مضيفة: “نعلم أن هناك حاجة إلى مزيد من الجهود”.
وأكدت على أن أي اتفاق سلام لا يمكن أن يشمل تقييدًا للقوات المسلحة الأوكرانية، لأن ذلك من شأنه أن يجعل البلاد عرضة لهجمات مستقبلية.
وأضافت أن أوكرانيا يجب أن تتمتع بحرية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إذا رغبت بذلك، محذرة من أن “شرعنة تقويض الحدود اليوم يعني فتح الباب أمام المزيد من الحروب غدًا، ولا يمكن السماح بحدوث ذلك”.
وأكدت فون دير لاين على أهمية ضمان أمن طويل الأمد لأوكرانيا وأوروبا، مع ضرورة مشاركة جميع الأطراف في أي قرار مستقبلي.
وقالت: “لا شيء لأوكرانيا بدون أوكرانيا، ولا شيء لأوروبا بدون أوروبا، ولا شيء لحلف الناتو بدون الناتو”.
كما تطرقت رئيسة المفوضية إلى الجانب المالي، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيعمل على تسريع خطته لاستخدام الأصول الحكومية الروسية المجمدة لدعم قرض بقيمة 140 مليار يورو لأوكرانيا.
وأضافت: “الخطوة التالية الآن هي أن المفوضية مستعدة لتقديم نص قانوني”، دون تحديد موعد تقديم الوثيقة.
لكن هذه الخطة تواجه معارضة من بعض الدول، لا سيما بلجيكا، حيث يقبع جزء من هذه الأموال، إذ صرح رئيس الوزراء بارت دي ويفر الشهر الماضي عن مخاوفه القانونية وخطر الانتقام الروسي.
وأكدت فون دير لاين: “لا أستطيع أن أرى أي سيناريو يتحمل فيه دافعو الضرائب الأوروبيون وحدهم الفاتورة”.
وفي السياق نفسه، شدد المستشار الألماني فريدريش ميرز، في خطاب ألقاه في البوندستاغ، على أهمية مشاركة أوروبا وأوكرانيا في أي اتفاق سلام.
وقال: “أي اتفاق يتم التفاوض عليه بين القوى الكبرى دون موافقة أوكرانيا ودون موافقة الأوروبيين لن يوفر أساسًا لسلام حقيقي ودائم”.
وأضاف أن التزام الولايات المتحدة بحل الصراع محل تقدير، لكنه أكد أن “القرارات المتعلقة بالشؤون الأوروبية لا يمكن اتخاذها إلا بالاتفاق مع أوروبا”، موضحًا أن الاتحاد الأوروبي ليس بيدقًا، بل طرفًا فاعلًا يسعى لتحقيق مصالحه وقيمه.
وتأتي تصريحات فون دير لاين وميرز في وقت يتزايد فيه الضغط على الأطراف الأوروبية والأوكرانية لضمان أن أي اتفاق سلام مستقبلي يكون متوازنًا ويأخذ في الاعتبار الأمن الأوروبي والأوكراني على حد سواء، مع الحد من المخاطر المالية والسياسية التي قد يتحملها الاتحاد الأوروبي في حال تدهورت الأوضاع.
وأكدت رئيسة المفوضية على أن دور الاتحاد الأوروبي سيكون محوريًا في المفاوضات المقبلة، من خلال تحديد المطالب الرئيسية ومتابعة تنفيذ أي اتفاق بشكل يضمن الشفافية والمساءلة، مع الأخذ بعين الاعتبار الدعم المستمر من الولايات المتحدة وحلفائها في إطار “تحالف الراغبين”.