صحيفة سويسرية: احتمالية موجة وبائية ثانية، وأربع سيناريوهات ممكنة

أظهرت صحيفة سويسرية نمطا وبائيا للأشهر القادمة، تمت صياغته وتطويره عبر عالم الرياضيات “ديفيد شيفيل”، وعالم الأمراض المعدية “دانييل جيني”، وذكرت أن نتائجه لا تبدو متفائلة لكنها ليست بالضرورة حتمية.

و قالت الصحيفة أن نموذج العالميْن يتنبأ بذروة جديدة من “كوفيد-“19 أعلى بكثير من الأولى، وستتجاوز فيها حالات دخول المستشفيات قدرات الاستقبال بكثير، في حال اختارت السلطات رفع الحجر العام.

وأوضحت أن هذه التوقعات تسير في نفس مسار نموذج آخر لفريق من مدرسة الاختصاصات المتعددة في “لوزان”، وجامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية، تمّ نشره مؤخرا.

وبحسب الصحيفة، فإنه ومهما كان الخيار الذي ستتبناه السلطات، فإن هذه التخمينات ليست بالضرورة قدرا، لوجود هامش مناورة لتجنب فشل النظام الصحي، ولكنه قد يجعل الحجر يستمر إلى بدايات عام 2021، أو أبعد من ذلك.

ويرتكز المساق التنبئي الذي بناه العالمان “جني وشيفيل”، على أسس مختلفة تتعلق بما هو معروف أو مفترض عن المرض، كمستوى العدوى ومتوسط مدة الإقامة في المستشفى ونحو ذلك.

وقد حصل جيني -كونه رئيس قسم التطبيب في مركز مستشفى بيين-، على هذه المعلومات الملموسة التي تحد من اللجوء إلى الإحصاءات التي تنطوي على هوامش خطأ كبيرة.

وقدّر العالمان معدّل انتقال العدوى عبر أشخاص لديهم أعراض قليلة أو معدومة بنسبة 85%، مستنتجين ذلك من فحوص المستشفى السريرية.

وقد أسس النموذج منحنى حالات “كوفيد-19” مع مرور الزمن على شكل دالة بمعامل “خفة حدة المرض”، الذي يعكس شدة الإجراءات الاحترازية والالتزام بها من قبل السكان.

وعلى أساس تبديل هذه المعامل في كل مرة، يضع الباحثان سيناريو تطور المرض. فمثلا؛ كلما كانت التدابير أكثر شدة، وكلما تمّ اتباعها، زاد تراجع المرض.

وفيما يلي الأربع سيناريوهات التي من الممكن أن تصوغها السلطات في الفترة المقبلة:
قالت الصحيفة إن السيناريو الأول هو الاسترخاء التام -وهو غير محتمل بتاتا-، فيفترض الوقف التام للإجراءات الصحية في نهاية يوليو المقبل، وفي حالة وقوعه، يخمّن النموذج موجة ثانية رهيبة من تفشي العدوى في منتصف أغسطس القادم.

وأما عن السيناريو الثاني وهو الحجر الكلي الطويل -الذي يبدو للصحيفة غير ملائم-، يسير في الاتجاه المعاكس للسيناريو الأول، إذ يفترض مواصلة الالتزام بالتدابير من نوع الحجر العام حتى 31 يناير2021.

وهذا ما سيؤدي لانخفاض منحنى الحالات الجديدة من الوباء بصورة شديدة، ويجعل المستشفيات في وضع مريح، ولكن أيضا مثل هذه المغامرة من شأنها تدمير الاقتصاد.

وبالنسبة للسيناريو الثالث وهو اتخاذ إجراءات متدرجة وأكثر مرونة ، فيفترض اتخاذ إجراءات صحية مريحة تدريجيا، اعتبارا من 26 أبريل/نيسان؛ وهو تاريخ بدء رفع الحجر بإعادة فتح صالونات تصفيف الشعر ومكاتب طب الأسنان وخدمات أخرى.

وينقسم هذا إلى ثلاثة سيناريوهات فرعية وفقا لسرعة ومدى مرونة التدابير التقييدية وهي:

أولها مبني على توقع رفع الحجر بشكل تدريجي للغاية، أما ثانيها، فهو مبني على رفع الحجر بشكل أسرع قليلا من الأول، أما ثالثها فهو مبني على تصور تراخي الإجراءات ثم رفعها بسرعة بعد ذلك.

وفي الحالات الثلاث، ستحدث موجة ثانية من الوباء أكثر أو أقل حدة من الأولى، وقد تكون في وقت مبكر من الصيف أو متأخر قليلا، وفي كل الأحوال ستغمر النظام الصحي بالمرضى.

ويرجح العالمان أن تختار سويسرا أحد السيناريوهين الفرعيين الثاني أو الثالث، وذلك بناء على الإجراءات التي تم الإعلان عنها حتى الآن، والتي تبدو لهما أكثر تساهلا.

ويرى العالمان أنه لا شيء سيحدث على مستوى الوباء في الشهر الأول، ولذلك فإن أربعة أسابيع من الطقس الجيد مع وجود الوباء عند أدنى مستوياته، ستكون مغرية برفع تام للحجر، ومع ذلك فالخطر لا يزال موجودا.

وتقول الصحيفة إن الكثير من المتغيرات يمكن أن تحدث فرقا، مثل موسمية الفيروس أو تطوير علاج أو مصل، كما أن الفعالية في اكتشاف وعزل الحالات الجديدة من الوباء، ستكون أساسية في المرحلة الثانية القادمة، وسيكون لها تأثير كبير على مصيره.

وبعد أن أطلع العالمين نتائجهما على مستشفى بيين، توصلوا إلى أمور ملموسة، فيقول جيني “أدركنا أن تأجيل عطلة الربيع إلى الصيف ليست أفضل فكرة، بالنظر إلى أن هذا هو الوقت الذي سيكون فيه خطر الموجة الثانية، وفيه سنحتاج لجميع الموظفين الباقين لدينا”.

وقرر العالمان -كما قالت الصحيفة- زيادة نسبة توعية الجمهور بعد الإعلان عن إعادة فتح المطاعم وإجراءات أخرى، مؤكدين أن نموذجهم يظهر أن إعادة فتح جميع الأبواب للمجتمع بسرعة كبيرة سيجعل الناس يتركون الحذر، مع أنه من المحتمل أن نواجه مشكلة خطيرة هذا الصيف.

وأما عن السيناريو الرابع والأخير فهو سن إجراءات تقييدية حتى عام 2021، ولكن لا يصل إلى الحجر العام وهي عبارة عن قواعد محدودة في الزمان؛ كالحجر الصحي الفعال عند الإبلاغ عن حالات جديدة ونحو ذلك، خاصة مع تعاون المواطنين.

وفي هذه الحالة، سيظل المنحنى ثابتا مع مرور الزمن دون انهيار المستشفيات، وذلك بمجموعة من الإجراءات التي تشكل سلسلة من ردود الفعل على الوباء.
ويقدّر النموذج أن الوضع في هذه الحالة سيستمر حتى فبراير 2021، عندما يكون معظم السكان قد تعرضوا للفيروس، وبالتالي ينتهي الوباء.

قد يعجبك ايضا